عمرو، وأبي سفيان بن حرب، كلهم من قريش وذلك
أن النبي- صلى الله عليه وسلم- لما فتح مكة أمر بلالا فصعد ظهر الكعبة وأذن، وأراد أن يذل المشركين بذلك، فلما صعد بلال وأذن. قال عتاب بن أسيد: الحمد لله الذي قبض أسيد قبل هذا اليوم. وقال الحارث بن هشام: عجبت لهذا العبد الحبشي أما وجد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلا هذا الغراب الأسود وقال سهيل بن عمرو:
إن يكره الله شيئا يغيره. وقال أبو سفيان: أما أنا فلا أقول، فإني لو قلت شيئا لتشهدن عليّ السماء ولتخبرن عني الأرض- فنزل جبريل على النبي- صلى الله عليه وسلم- فأخبره بقولهم فدعاهم النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: كيف قلت يا عتاب؟ قال قلت: الحمد لله الذي قبض أسيد قبل هذا اليوم. قال: صدقت.
ثم قال للحارث بن هشام: كيف قلت؟ قال: عجبت لهذا العبد الحبشي أما وجد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلا هذا الغراب الأسود. قال: صدقت.
ثم قال لسهيل بن عمرو: كيف قلت؟ قال: قلت إن يكره الله شيئا يغيره. قال:
صدقت. ثم قال لأبي سفيان: كيف قلت؟ قال: قلت أما أنا فلا أقول شيئا فإني لو قلت شيئا لتشهدن عليّ السماء ولتخبرن عني الأرض. قال: صدقت، فأنزل الله- تعالى- فيهم «يا أَيُّهَا النَّاسُ»
يعنى بلالا وهؤلاء الأربعة «إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى» وعنى آدم وحواء وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً يعني رءوس القبائل ربيعة ومضر وبنو تميم والأزد وَقَبائِلَ يعني الأفخاذ بنو سعد، وبنو عامر، وبنو قيس، ونحوه لِتَعارَفُوا فى النسب [١٦٧ أ]، ثم قال إِنَّ أَكْرَمَكُمْ يعني «بلالا» «١» عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ- ١٣- «يعنى أن أتقاكم بلال «٢» ».

(١) أ: «بلال»، وفى ف: «بلال».
(٢) فى أ: «يعنى أتقاكم بلال»، ر فى ف: يعنى «أن أتقاكم بلال».
تفسير مقاتل ج ٤- م ٧.


الصفحة التالية
Icon