يعقوب البركة بالتزوير. وعند رجوع عيسو من الصيد وعلْمه بما وقع يخبر أباه بما حدث فيكون ردّه إنه لا يستطيع له شيئاً لأن البركة قد أخذها أخوه، وما انكسر لا يمكن إصلاحه، ولا أدري لماذا، فالمفروض أن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله، بَيْدَ إنه كان لنبي الله يعقوب رأي آخر. ولكن فَلْنُعِدّ عن هذه أيضاً، وإلا فلن ننتهي، فكل العهد العتيق هكذا، فإذا ذهبنا نرقّعه تَمَزَّق في أيدينا! اللهم أن البغض والحقد والتناحر قد طبع منذ ذلك الحين العلاقة بين الأخوين بطاعبه الخبيث، والبركُة في الأم، التي يجعلها أهل الكتاب نبيه من أبيائهم، وكأن الحِنْث والشر والكذب والإجرام والخداع والتلفيق هي مؤهلات النبوة عندهم. أرأيتم، أيها القراء الأعزاء، في أي معسكر يُوجَد التوحش: في إسماعيل عليه السلام وذريته أم في المعسكر المقابل؟
على أن هذا لم يكن التزييف الأول في حق إسماعيل، فقد سبق أنْ كَذَبَ العهدُ العتيقُ عليه وتجاهله في مسأله الذبح كأنه لم


الصفحة التالية
Icon