إمبراطورية تمتدّ من الهند إلى كوش، وتتألف من مائة وسبعة وعشرين إقليماًَ، وعاصمتها شوش، لكن صويحبنا الجاهل يقول إن هامان كان وزيراً في بابل!
والآن يبدأ التفنيد. وأول ما نذكر كافٍ وحده لنسف هذا الهراء، ألا وهو أن سِفْر "أستير" مجرد "قصة خيالية" كما يقول مفسّرو الكتاب المقدس أنفسهم. وقد أشرتُ منذ عد=ة سنوات في كتابي "مع الجاحظ في رسالة الرد على النصارى" إلى ما لاحظُته على هذا السفر من ركاكة الأسلوب والطابع "الحواديتي" والتوابل الجنسية الحِرَّيفة والتعمُّل الزائد والمصادفات المتكررة والمجافاة لمنطق العقل والتاريخ. وها هم أولاء المعلّقون على الترجمة الكاثوليكية، التي لم تكن بين يدىَّ في ذلك الوقت، يقولون الشيء ذاته تقريباًَ، فـ "تاريخية التفاصيل وجوهر السفر أيضاً تعترضهما صعوبات جمة على الرغم مما جاء من ملاحظات سديدة عن الأخلاق الفارسية وتوبوغرافية صحيحة عن مدينة شوش. من الممكن أن يكون اليهود قد تعرضوا لتعنيفات من هذا النوع في أثناء الحكم الفارسي، وقد جاء


الصفحة التالية
Icon