تُحِبُّونَ}، ومن الأولى قوله: ﴿لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ﴾. وقد يصح أن نذكر هنا أيضاً قوله تعالى على لسان زكريا في حديثه عن تقدمه في السن في الآية ٤٠ من "آل عمران" والآية ٨ من "مريم" على الترتيب: ﴿وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ﴾، ﴿وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا﴾ حيث أتى الضمير العائد على زكريا عليه السلام في الأولى مفعولاً به و"الكبر" فاعلاً، وفي الثانية فاعلاً، و"الكِبَر" متعلقاً بالمفعول به. وفي كل من التركيبين نكتة خاصة، إذ توحي الأولى بأنه قد قطع الشوط الأكبر من مسيرة الحياة، على حين تومئ الثانية بأن الكبر يطارده ويسعى إلى اللحاق به، بينما يحاول هو فَوْتَه، لكن الكبر يدركه في نهاية المطاف.
وعودةً إلى آيتنا نقول إن "العهد" المذكور في الآية قد تمً بين الله سبحانه وإبراهيم عليه السلام وانتهى الأمر، فلم يعد ثمة مجال للقول بأن ذرية إبراهيم يمكن أن تدركه أو لا تدركه، لكن من الممكن القول مع ذلك بأنه يصدق على بعضهم ولا يصدق على بعضهم الآخر حسب استحقاقهم ذلك أو عدمه. أي أن معنى الآية:


الصفحة التالية
Icon