يتكلم عن أي التعبيرين أصلح لها من الآخر؟ ثم هناك سؤال ثانٍ: ترى من قال له إن أحد التعبيرين يدل على القلّة، والآخر على الكثرة؟ إن الدلالة على القلة ناشئة من أن الأيام التي سيقضونها في النار أيام يمكن عدّها بسهولة، فصيغة المفعول من "عَدَّ" هي في ذاتها الدالّة على القلة بغض النظر عن إفرادها أو جمعها. ولقد وردتْ هذه العبارة ذاتها، وعلى لسان اليهود أيضاً، في موضع آخر من القرآن، مع استبدال كلمة "معدودات" بـ "معدودة" بما يدل على صحة ما قلت. كما أن معظم المفسرين الذين رجعتُ إليهم قد ذكروا أن كلتا الصيغتين فصيحة دون أن يشيروا إلى وجود أي فرق بينهما. مفسر واحد منهم فقط ذكر أن وصف الجمع غير العاقل بصيغة المفرد المؤنث يدل على الكثرة، بعكس صيغة جمع الألف والتاء، في مقابل مفسّر آخر ذكر العكس.
والملاحظ أن دلالة الجمع على القلة أو الكثرة ليست من الأمور الحاسمة أو المطردة بل من المسائل التغليبية. وبوجه عام فإن صيغة جمع التكسير باستثناء "أَفْعُل وأفعال وأفْعِلة وفِعْلَة" تدل على الكثرة، على العكس من هذه الصَّيَغ الأربع وصيغة جمع المؤنث السالم، وإن