مستنكراً: "وهل يمكن أن يكون الشهر الحادي عشر شيئاً آخر غير شباط؟ ". ومثله أيضاً عبارة "مدة يوم كامل"، حيث وُصِف "اليوم" بأنه "كامل"، ومعروف أن "اليوم" لا يمكن أن يكون إلا يوماً كاملاً لا ثلاثة أرباع يوم أو أربعة أخماسه أو خمسة أسداسه مثلاً؟ ومثله عبارة: "ومِنْ كلَ حيَّ من كل ذي جسد اثنين من كلً" حيث كرر عبارة "من كل" ثلاث مرات دون داع.
* * *
٢٢- ومن "عشرة كاملة" إلى لغة "أكلوني البراغيث" كما يسميها النحاة. ذلك أن الجاهل المتغشمر يظن بعقله الضيق أن هناك غلطة نحوية في قوله تعالى في الآية ٣ نم "الأنبياء": ﴿وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ﴾ ؟، إذ يزعم أن الصواب يقتضي حذف "الواو" من "أسرّوا" فيكون الكلام: "وأسرَّ النجوى الذين ظلموا" (ص ١١١). وهذا اعتراض يدل على تفاهة عقله، ذلك أن الآية تخلو تماماً مما يمكن أن يؤخذ عليها، فالتركيب عربي سليم مائة في المائة، ولو كان فيه أدنى شيء ما سكت عليه العرب. أما إذا أردنا توجيهه فنحن بالخيار: فإما أن