وقد أوضح الإمام هدفه في هذا الكتاب في المقدمة التي بدأ بها بحثه فقال:
«وغرضنا الذي امتثلناه في كتابنا هذا أن نختصر ونكمل وأن نوضح ونجمل، وأن لا نستشهد على اللفظ المبتذل» ثم تابع بعد هذا قوله: «وأن لا نحشو كتابنا بالنحو وبالحديث والأسانيد».
من هنا نرى أن الإمام لم يلجأ كبعض المتقدمين إلى نقل حديث السلف في التفسير بألفاظه عينها ثم محاولة تفسير هذا التفسير لأن هذا باب يقود إلى التطويل والاستفاضة والاستغراق في كثير من الأحيان في أبحاث لغوية أو مناقشات للأسانيد لا يحتاج إليها القارئ الطالب للمعرفة والفهم لغريب القرآن هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن من يريد الإطلاع على هذه المواضيع بعينها وكما هي فما عليه إلّا العودة إلى كتب السلف ليجدها جاهزة حاضرة كاملة غير مجتزأة كما هي في الكتب التي أخذت عنها فصولا ومقاطع وجملا ثم أضافت إليها من مصادر أخرى ما يقابلها أو يخالفها أو يؤيدها من الأقوال.
هذا بالإضافة إلى أن كتاب تفسير غريب القرآن للإمام ابن قتيبة حافظ على منهجية الساق في البحث ولم يخرج عن حدود معانيهم فهو مستنبط من كتب التفسير وكتب أصحاب اللغة العالمين بها، لا تكلف فيه ولا استغراق.
لقد سبق الإمام ابن قتيبة في تأويل غريب القرآن وتفسيره أئمة كثر منهم:
١- آبان بن تغلب.
٢- نورج بن عمر السدوسي.
٣- النضر بن شميل.
٤- محمد بن المستنير الشهير بقطرب.
٥- يحيى بن زياد الشهير بالفراء.
٦- أبو عبيدة معمر بن المثنى.
٧- القاسم بن سلام.
٨- الأخفش.
٩- الكسائي.
وسواهم.