ومنها: وضع النداء موضع التعجب، نحو: (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ).
قال الفراء: معناه يا لها من حسرة.
وقال ابن خالويه: هذه من أصعب مسألة في القرآن، لأن الحسرة لا تنادى، وإنما ينادى الأشخاص، لأن فائدته التنبيه، ولكن المعنى على التعجب.
ومنها: وضع مجموع القلة موضع الكثرة، نحو: (وهم في الغُرفَاتِ آمِنُون).
وغرف الجنة لا تحصى.
(هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ).
ورتب الناس في علم الله أكثر من العشرة لا محالة.
(يتوفى الأنْفُس)، (أياماً مَعْدُودات).
ونكتة التقليل في هذه الآية التسهيل على المكلفين.
وعكسه، نحو: (يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ).
ومنها: تذكير المؤنث على تأويله بمذكر، نحو: (فمن جاءه موعظةٌ من ربه)، أي وعظ.
(وأحْيَيْنَا به بلدةً مَيْتاً)، على تأويل البلدة بالمكان.
(فلما رأى الشمس بازِغَة قال هذا ربي)، أى الشمس أو الطالع.
(إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ).
قال الجوهري: ذُكّرت على معنى الاستحسان.
وقال الشريف المرتضى قوله: (وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (١١٨) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) : إن الإشارة للرحمة، وإنما لم يقل " ولتلك " لأن تأنيثها غير حقيقي، ولأنه يجوز أن يكون في تأويل أن يرحم.
ومنها: تأنيث المذكر، نحو: (الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (١١).
أنث الفردوس - وهو مذكر - حملاً على معنى الجنة.
(مَنْ جاءَ بالحسنة فله عَشْرُ أمثالها)، أنث عشراً حيث حذف الهاء
مع إضافتها إلى الأمثال وواحدها مذكر، فقيل لإضافة الأمثال إلى مؤنث، وهو ضمير الحسنات، فاكتسب منها التأنيث.
وقيل: هو من باب مراعاة المعنى، لأن الأمثال في المعنى مؤنثة، لأن مثل الحسنة حسنة، والتقدير: فله عشر حسنات أمثالها.
وسيأتي في آخر الكتاب في القواعد المهمة قاعدة في التذكير والتأنيث.