(كِذَّابا) : بالتشديد، مصدر بمعنى تكذيب.
وبالتخفيف بمعنى الكذب أو المكاذبة، وهي تكذيب بعضهم لبعض.
(الكاف) : حرف جَرّ له معان، أشهرها التشبيه، نحو: (وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ).
والتعليل: (كما أرْسلْنَا فيكم).
قال الأخفش: أي لأجل إرْسالنا فيكم رَسولاً منكم.
(واذكرُوه كما هَدَاكم)، أي لأجل هدايته إياكم.
(وَيْكَأنّه لا يفْلح الكافرون)، أي أعجب لعدم فَلاَحهم.
(اجعَلْ لنا إلهاً كما لهم آلهة).
والتأكيد، وهي الزائدة، وحمل عليه الأكثرون: (لَيْسَ كَمِثْلِه شَيء).
أي ليس مثله شيء، ولو كانت غير زائدة لزم إثبات المثل، وهو محال.
والقصد بهذا الكلام نَفْيُه.
قال ابن جني: وإنما زيدت لتوكيد نفي المثل، لأن زيادة الحرف بمنزلة إعادة الجملة ثانيا.
وقال الراغب: إنما جمع بين الكاف والمثل لتأكيد النفي، تنبيهاً على أنه لا يصح استعمال المثل ولا الكاف، فنفى بـ ليس الأمرين جميعاً.
وقال ابن فورَك: ليست زائدة.
والمعنى ليس مثله مثل شيء، وإذا نَفيْتَ التماثل عن المثل فلا مثل لله في الحقيقة.
وقال الشيخ زين الدين بن عبد السلام: مثل يُطلق ويراد بها الذات.
كقولك: مثلك لا يفعل، أي أنت لا تفعله.
كما قال:

ولم أقل مثلك أعني به سواك يا فَرْداً بلا مشْبِه
وقد قال تعالى: (فإنْ آمنوا بمثْلِ ما آمَنْتم به فقد اهْتَدوا).
أي بالذي آمنتم به إياه، لأَن إيمانهم لا مثل له، فالتقدير في الآية ليس
كذاته شيء.
وقال الراغب: المِثْل ها هنا بمعنى الصفة، ومعناه: ليس كصفته صفةٌ، تنبيهاً
على أنه وإن كان وُصِف بكثير مما وصف به البشر فليس تلك الصفات له على حسب ما يستعمل في البشر، وله المثَل الأعْلَى.


الصفحة التالية
Icon