تنبيه:
ترد الكاف اسماً بمعنى مثل، فتكون في محلّ إعراب، ويعود عليها الضمير.
قال الزمخشري: في قوله: (كهَيْئَةِ الطير فأنفخ فيه) - إن
الضمير في فيه للكاف في كهيئة، أي أنفخ في ذلك الشيء المماثل لهيئة الطير
فيصير كسائر الطيور.
مسألة
الكاف في (ذلك) ونحوه حرف خطاب لا محل له من الإعراب.
وفي إيّاك قيل حرف، وقيل اسم مضاف إليه.
وفي: (أرَأيْتك) قيل حرف، وقيل اسم، في محل رفع، وقيل نصب.
والأول أرجح.
(كاد) : فعل ناقص أتى منه الماضي والمضارع فقط، له اسم مرفوع وخبر
مضارع مجرد من أن، ومعناها قارب.
فنفيها نفي للمقاربة، وإثباتها إثبات للمقاربة.
واشتهر على ألسنة كثير أن نفيها إثبات وإثباتها نفي، فقولك: كاد
زيد يفعل - معناه لم يفعل، بدليل: (وإنْ كادوا لَيَفْتِنُونَك).
وما كاد يفعل، معناه فعل، بدليل: (وما كادوا يفعلون).
أخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس قال: كل شيء في
القرآن وإن كادوا وكَاد ويكاد فإنه لا يكون أبداً.
وقيل: إنها تفيد الدلالة على وقوع الفعل بعسر.
وقيل: نفي الماضي إثبات، بدليل: (وما كادوا يفعلون)، ونفي المضارع نفي بدليل: (لم يَكَدْ يرَاها)، مع أنه لم ير شيئاً.
والصحيح الأول، وأنها كغيرها، نفيها نفي وإثباتها إثبات، فمعنى كاد يفعل قارب الفعل ولم يفعل.
وما كاد يفعل ما قارب الفعل، فضلاً عن أن يفعل، فنفي الفعل لازم من نفي المقاربة عقلا.
وأما آية: (فذبحوها وما كادُوا يَفْعلون)، فهو إخبار عن


الصفحة التالية
Icon