مكة، كذلك يوسف كان مكرما عند أبيه.
والإشارة فيه كأنَّ الله يقول: يا محمد إخوة يوسف جعلوه كذّاباً فصيَّرْتُه ملكاً عليهم، وسجدوا له، كذلك أقهر أعداءك واصَيِّرهُم عبيدا بين يديك شرقاً وغربا، وكذلك الشيطان يحسدُ أمَّتك على ما أنعمت عليهم من محبتك واتباعك، فأصيرهم يوم القيامة ملوكاً كراما، وأقهر عدوهم وحسَّادهم حتى يقولوا (يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا).
(نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا) :
بموت الناس، وهَلاكِ الثمرات، وخراب البلاد، وشبه ذلك.
وقيل: بموت العلماء منها، أو بما فتح الله على المسلمين منها باستيلاء الكفَّار عليها لقوله: (أفَهُمُ الغالبون).
(نَضَعُ الموازِينَ القِسْطَ ليَوْم القِيَامة) :
قد قدمنا معنى وَضْعها، وإنما أفرد (القِسْطَ) وهو صفة للجمع، لأنه مصدر وُصف به كعَدْل ورضا، أو على تقدير ذوات القسط.
وقد قدمنا أيضاً أن لكل شخص ميزاناً لجمعه، أو إنما جمعه باعتبار الكفتين واللسان، أو باعتبار الموزونات.
(نفحةٌ مِن عذاب رَبِّك)، أي قطرة.
وفيها تقليلُ العذاب.
والمعنى أنهم لو رأوا أقل شيء من عذاب الله لأذْعَنُوا واعترفوا بذنوبهم.
(نافلة) : أي عطية.
والتنفيل: العطاء.
وقيل سمّاه نافلة لأنه عطاء بغير سؤال، فكأنه تبرع.
وقيل الهبة إسحاق، والنافلة يعقوب، لأنه سأل إسحاق بقوله: هَبْ لي من الصالحين، فأعطي يعقوب زيادة على ما سأل، ولهذا اختار بعضهم الوقْفَ على إسحاق لتباين المعنى.
وهذا ضعيف، لأنه معطوف على كلّ قول.
(نادى مِنْ قَبْل) :
أي دعا نوح قبل إبراهيم ولوط.
(نَصَرْنَاه مِنَ القَوْم) :
إنما تعدَّى نصرناه بـ (مِن)، لأنه مطاوع انتصر المتعدي بمن، أو تضمن معناه نجَّيناه أو أجرناه.
(نَفَشَتْ) :
رَعَتْ فيه لَيْلاً، والضمير راجع إلى قصة