فإن قيل: انتقل إبراهيم عن الدليل الأول من الإحياء والإماتة إلى الثاني، والانتقال علامة الانقطاع.
فالجواب أنه لم ينقطع، ولكنه لما ذكر الدليل الأول وهو الإحياء كان له
حقيقة، وهو فعل الله، ومجاز وهو فعل غيره، فتعلق نمرود بالمجاز غلطاً منه أو مغالطة، فحينئذٍ انتقل إبراهيم إلى الدليل الثاني، لأنه لا مجاز له، ولا يمكن الكافر عدول عنه.
(بُروج) : حصون، واحدها بُرْج.
وبروج السماء من الشمس والقمر، وهي اثنا عشر برجاً تقطعها الشمس في سنةٍ.
وقيل هي النجوم العظام، لأنها تتبرَّج أي تَظْهر.
(بُورًا) : هَلْكى.
(بكيًّا)، جمع باك، ووزنه فعول، فأدغمت الواو في الياء
وكسرت الكاف فصارت بكياً.
(بُدْن) : جمع بَدَنة، وهي ما جعل في الأضحى للنّذْر والنّحر وأشباه
ذلك، فإذا كانت للنحر على كل حال فهي جزور.
(بُسَّتِ الْجِبَالُ)، أي فتِّتَتْ.
وقيل سيِّرَتْ حتى صارت كالدقيق والسويق المبسوس، أي المبلول.
(بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ)، لاصق بعضه ببعض لا يغادِر منه شيء منه شيئا، ولا يبعد أن يكون هذا أصل اللفظة.
(بِرّ)، ومنه، (ولكن البِرّ مَنْ آمن بالله).
فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
(بطانَة) : دخلاً، وبطانة الرجل أهل سِرّه ممن يسكن إليه ويثق بموَدّته.
ومعنى الآية، نهي عن استخلاص الكفار وموالاتهم.