- بالنصب: إنه عطفٌ على معنى لعلي أن أبلغ، لأن خبر لعل يقترن بأن كثيرا.
وقيل في قوله تعالى: (ومِنْ آياتِه أنْ يُرْسلَ الرِّياحَ مبشِّراب وليُذِيقكم) :
إنه على تقدير ليبشركم وليذيقكم.
تنبيه:
ظن ابنُ مالك أن المراد التوهم الغلط، وليس كذلك، كما نَبّه عليه أبو حيان
وابن هشام، بل هو مقصود صواب، والمراد منه عطف على المعنى، أي جوّز العربيّ في ذهنه ملاحظةَ ذلك المعنى في المعطوف عليه، لا أنه غلط في ذلك، ولهذا كان الأدب أنْ يقال في مثل ذلك في القرآن: إنه عطف على المعنى.
مسألة
اختلف في جواز عطْفِ الخبر على الإنشاء وعكسه، فمنعه البيانيُّون وابنُ
مالك وابنُ عصفور، ونقله عن الأكثرين، وأجازه الصفّار وجماعة ٌ مستدلين
بقوله تعالى: (وبَشِّرِ الذين آمَنُوا).
(وبَشِّرِ الْمُؤْمنين).
وقال الزمخشري في الأولى: ليس المعتمد بالعطف الأمر حتى يطلب له مشاكل، بل المرادُ عطف جملة ثوابِ المؤمنين على جملة ثواث الكافرين.
وفي الثانية - أن العطف على تؤمنون، لأنه بمعنى آمنوا.
ورُدَّ بأن الخطاب به للمؤمنين وب (بَشِّر) للنبى - ﷺ -، وبأنَّ الظاهر في (يؤمنون) أنه تفسير للتجارة لا طلب.
وقال السكاكي: الأمران معطوفان على " قل " مقدرة قبل يا أيها، وحَذْف
القولِ كثير.
مسألة
اختلف في جواز عطف الاسمية على الفعلية وعكسه، فالجمهور على الجواز.
وبعضُهم على المنع، ولقد لهج به الرازي في تفسيره كثيراً، وردَّ به على الحنفية


الصفحة التالية
Icon