بزوري، أو قصدت زوره، نحو: وجهته، ورجل زَائِرٌ، وقوم زَوْرٌ، نحو سافر وسفر، وقد يقال:
رجل زَوْرٌ، فيكون مصدرا موصوفا به نحو:
ضيف، والزَّوَرُ: ميل في الزّور، والْأَزْوَرُ: المائلُ الزّور، وقوله: تَتَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ
[الكهف/ ١٧]، أي: تميل، قرئ بتخفيف الزاي وتشديده «١» وقرئ: تَزْوَرُّ «٢». قال أبو الحسن: لا معنى لتزورّ هاهنا، لأنّ الِازْوِرَارَ الانقباض، يقال: تَزَاوَرَ عنه، وازْوَرَّ عنه، ورجلٌ أَزْوَرُ، وقومٌ زَوَّرٌ، وبئرٌ زَوْرَاءُ: مائلة الحفر وقيل لِلْكَذِبِ: زُورٌ، لكونه مائلا عن جهته، قال: ظُلْماً وَزُوراً [الفرقان/ ٤]، وقَوْلَ الزُّورِ [الحج/ ٣٠]، مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً [المجادلة/ ٢]، لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ [الفرقان/ ٧٢]، ويسمّى الصّنم زُوراً في قول الشاعر:
٢١٦-
جاءوا بزوريهم وجئنا بالأصم
«٣» لكون ذلك كذبا وميلا عن الحقّ.
زيغ
الزَّيْغُ: الميل عن الاستقامة، والتَّزَايُغُ: التمايل، ورجل زَائِغٌ، وقوم زَاغَةٌ، وزائغون، وزاغت الشمس، وزَاغَ البصر، وقال تعالى:
وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ [الأحزاب/ ١٠]، يصحّ أن يكون إشارة إلى ما يداخلهم من الخوف حتى اظلمّت أبصارهم، ويصحّ أن يكون إشارة إلى ما قال: يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ [آل عمران/ ١٣]، وقال: ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى [النجم/ ١٧]، مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ
[التوبة/ ١١٧]، فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ
[الصف/ ٥]، لمّا فارقوا الاستقامة عاملهم بذلك.
زال
زَالَ الشيء يَزُولُ زَوَالًا: فارق طريقته جانحا عنه، وقيل: أَزَلْتُهُ، وزَوَّلْتُهُ، قال: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا [فاطر/ ٤١]، وَلَئِنْ زالَتا [فاطر/ ٤١]، لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ [إبراهيم/ ٤٦]، والزَّوَالُ يقال في شيء قد كان ثابتا قبل، فإن قيل: قد قالوا: زوال الشمس، ومعلوم أن لا ثبات للشمس بوجه، قيل: إنّ ذلك قالوه لاعتقادهم في الظّهيرة أنّ لها

(١) قرأ بالتشديد تزورّ ابن عامر ويعقوب، وقرأ: تزّاور نافع وأبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو. وقرأ بالتخفيف تَتَزاوَرُ عاصم وحمزة والكسائي وخلف. انظر: الإتحاف ٢٨٨.
(٢) قرأ بالتشديد تزورّ ابن عامر ويعقوب، وقرأ: تزّاور نافع وأبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو. وقرأ بالتخفيف تَتَزاوَرُ عاصم وحمزة والكسائي وخلف. انظر: الإتحاف ٢٨٨.
(٣) الرجز ينسب للأغلب العجلي، وقيل: ليحيى بن منصور، والأول أصح لوجود الأبيات في ديوان العجلي كما ذكره الجوهري.
وأول الرجز:
إن سرّك العزّ فجخجخ بجثم أهل البناة والعديد والكرم
جاؤوا بزوريهم وجئنا بالأصم شيخ لنا كالليث من باقي إرم
وهو في ديوانه ص ١٧٥، واللسان (زور)، والمؤتلف والمختلف ص ٢٣.


الصفحة التالية
Icon