يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ [يونس/ ٦٠]، أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللَّهِ [يونس/ ٣٧]، إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ
[هود/ ٥٠]، وقوله: لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا
[مريم/ ٢٧]، قيل: معناه عظيما «١». وقيل: عجيبا «٢». وقيل: مصنوعا «٣».
وكل ذلك إشارة إلى معنى واحد.
فز
قال تعالى: وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ
[الإسراء/ ٦٤]، أي: أزعج، وقال تعالى: فَأَرادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ
[الإسراء/ ١٠٣]، أي: يزعجهم، وفَزَّنِي فلان، أي: أزعجني، والْفَزُّ: ولد البقرة، وسمّي بذلك لما تصوّر فيه من الخفّة، كما يسمّى عجلا لما تصوّر فيه من العجلة.
فزع
الفَزَعُ: انقباض ونفار يعتري الإنسان من الشيء المخيف، وهو من جنس الجزع، ولا يقال: فَزِعْتُ من الله، كما يقال: خفت منه.
وقوله تعالى: لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ
[الأنبياء/ ١٠٣]، فهو الفزع من دخول النار.
فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ [النمل/ ٨٧]، وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ [النمل/ ٨٩]، وقوله تعالى: حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ
[سبأ/ ٢٣]، أي: أزيل عنها الفزع، ويقال: فَزِعَ إليه: إذا استغاث به عند الفزع، وفَزِعَ له: أغاثه. وقول الشاعر:
٣٥١-
كنّا إذا ما أتانا صارخ فَزِعٌ
«٤» أي: صارخ أصابه فزع، ومن فسّره بأنّ معناه المستغيث، فإنّ ذلك تفسير للمقصود من الكلام لا للفظ الفزع.
فسح
الفُسْحُ والْفَسِيحُ: الواسع من المكان، والتَّفَسُّحُ: التّوسّع، يقال: فَسَّحْتُ مجلسه فَتَفَسَّحَ فيه. قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ
[المجادلة/ ١١]، ومنه قيل: فَسَّحْتُ لفلان أن يفعل كذا، كقولك: وسّعت له، وهو في فُسْحَةٍ من هذا الأمر.
(٢) انظر: مجاز القرآن ٢/ ٦. [.....]
(٣) انظر: غريب القرآن وتفسيره ص ٢٣٨.
(٤) شطر بيت لسلامة بن جندل، وعجزه:
كان الصّراخ له قرع الظنابيب
وهو من مفضليته التي مطلعها:
أودى الشباب حميدا ذو التعاجيب | أودى، وذلك شأو غير مطلوب |