﴿فبهت الذي كفر والله﴾ و ﴿للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله﴾ و ﴿الله لا يستحيي﴾ و ﴿إن الله لا يهدي﴾ و ﴿إن الله لا يحب﴾ و ﴿لا يبعث الله﴾ وشبهه، لأن المعنى يفسد بفصل ذلك مما بعده من قوله لا يهدي القوم الظالمين والمثل الأعلى وأن يضرب مثلاً ومن هو مسرف ومن كان مختالاً فخوراً ومن يموت. فمن انقطع نفسه على ذلك وجب عليه أن يرجع إلى ما قبله، ويصل الكلام بعضه ببعض. فإن لم يفعل أثم وكان ذلك من الخطأ العظيم، الذي لو تعمده متعمد لخرج بذلك من دين الإسلام، لإفراده من القرآن ما هو متعلق بما قبله، أو بما بعده، وكون إفراد ذلك افتراء على الله عز وجل، وجهلاً به.
ومن هذا الضرب الوقف على الكلام المنفصل الخارج عن حكم ما وصل به كقوله: ﴿وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه﴾ إن وقف على ذلك، لأن ((النصف)) كله إنما يجب للابنة دون الأبوين، و ((الأبوان)) مستأنفان بما يجب لهما مع الولد ذكراً أو أنثى، واحداً كان أو جمعاً. وكذلك قوله ﴿إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى﴾ إن وقف على ((الموتى)) لأن ((الموتى)) لا يسمعون ولا يستجيبون وإنما أخبر الله تعالى عنهم أنهم يبعثون، وهم يستأنفون بحالهم. وكذلك قوله ﴿لكل امرئٍ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم﴾ إن وقف على ذلك، لأن من كنى عنهم أولاً مؤمنون، و ((متولي الكبر)) منافق، هو عبد الله بن أبي بن سلول، فهو مستأنف لما يلحقه خاصة في الآخرة من عظيم العذاب. وكذلك قوله ﴿أخاف أن يقتلون. وأخي هارون﴾ إن وقف على ذلك، لأن ((موسى)) عليه السلام، إنما خاف القتل على نفسه دون أخيه، وأخوه مستأنف بحاله وصفته. وكذلك ما كان مثله وفي معناه.