وقيل: "شهدنا" من قول الملائكة، والوقف على قوله "بلى". وهذا قول مجاهد والضحاك والسدي١. وقال السدي أيضاً: هو خبر من الله تعالى عن نفسه وملائكته أنهم شهدوا على إقرار بني آدم٢. والأول أظهر، وما عداه احتمال لا دليل عليه، وإنما يشهد ظاهر الآية للأول٣.
واعلم أن من المفسرين من لم يذكر سوى القول بأن الله استخرج ذرية آدم من ظهره وأشهدهم على أنفسهم ثم أعادهم، كالثعلبي والبغوي٤ وغيرهما.
١ أخرجه ابن جرير في جامع البيان من طريق مجاهد والضحاك في حديث مرفوع برقم (١٥٣٥٤) وشيخ الطبري (عبد الرحمن بن الوليد الجرجاني) لم أقف له على ترجمة، وكذلك قال الشيخ محمود شاكر. وقد تكلم ابن كثير على هذا الحديث في تفسيره (٢/٢٦٣) وقال وقفه أصح.
٢ أخرجه ابن جرير في جامع البيان برقم (١٥٣٧٣) بإسناد رجاله ثقات غير شيخ الطبري فلم أقف له على ترجمة أجزم فيها بأنه شيخ الطبري. وقد قال أحمد شاكر: وما بنا من حاجة إلى ترجمته من جهة الجرح والتعديل، فإن هذا التفسير الذي يرويه عن عمرو بن حماد معروف عند أهل العلم بالحديث، وما هو إلا رواية كتاب، لا رواية حديث بعينه. انظر جامع البيان (١/١٥٦) حاشيته.
٣ يعني بالأول قول ابن عباس: إن بني آدم قالوا: بلى شهدنا أنك ربنا. ويؤيد صحة هذا القول أن جميع الأقوال الأُخر لم تسلم أسانيدها من علة، غير قول ابن عباس الآخر: أشهد بعضهم على بعض، فهو موافق لهذا القول بحمد الله؛ لأن شهادة بعضهم على بعض تفيد أنهم هم الذين شهدوا على أنفسهم بأن الله ربهم. وقد ذكر السجاوندي في علل الوقوف (٢/٥٢٢، ٥٢٣) وقفين، الأول: على (شهدنا)، والثاني: على (بلى) ووصف الثاني بالبعد. قلت: قَوْلَيْ ابن عباس مع من وافقه تتركب على الوقف الأول. وبقية الأقوال تتركب على الوقف الثاني.
٤ انظر الكشف والبيان (٤/٥٤) مخطوط، صورة مكروفلم بالجامعة الإسلامية برقم (٩٧٨٦)، ومعالم التنزيل (٢/٢١١، ٢١٢) وممن اقتصر على هذا القول شيخ المفسرين ابن جرير، والنسائي، وابن أبي حاتم، وهود بن محكم، وأبو جعفر النحاس. انظر مؤلفات هؤلاء على الترتيب: جامع البيان (١٣/٢٢٢-٢٤٩)، وتفسير النسائي (١/٥٠٤-٥٠٦)، وتفسير ابن أبي حاتم (٥/١٦١٢-١٦١٥)، وتفسير كتاب الله العزيز (٢/٥٨)، ومعاني القرآن الكريم (٣/١٠١، ١٠٣).
٢ أخرجه ابن جرير في جامع البيان برقم (١٥٣٧٣) بإسناد رجاله ثقات غير شيخ الطبري فلم أقف له على ترجمة أجزم فيها بأنه شيخ الطبري. وقد قال أحمد شاكر: وما بنا من حاجة إلى ترجمته من جهة الجرح والتعديل، فإن هذا التفسير الذي يرويه عن عمرو بن حماد معروف عند أهل العلم بالحديث، وما هو إلا رواية كتاب، لا رواية حديث بعينه. انظر جامع البيان (١/١٥٦) حاشيته.
٣ يعني بالأول قول ابن عباس: إن بني آدم قالوا: بلى شهدنا أنك ربنا. ويؤيد صحة هذا القول أن جميع الأقوال الأُخر لم تسلم أسانيدها من علة، غير قول ابن عباس الآخر: أشهد بعضهم على بعض، فهو موافق لهذا القول بحمد الله؛ لأن شهادة بعضهم على بعض تفيد أنهم هم الذين شهدوا على أنفسهم بأن الله ربهم. وقد ذكر السجاوندي في علل الوقوف (٢/٥٢٢، ٥٢٣) وقفين، الأول: على (شهدنا)، والثاني: على (بلى) ووصف الثاني بالبعد. قلت: قَوْلَيْ ابن عباس مع من وافقه تتركب على الوقف الأول. وبقية الأقوال تتركب على الوقف الثاني.
٤ انظر الكشف والبيان (٤/٥٤) مخطوط، صورة مكروفلم بالجامعة الإسلامية برقم (٩٧٨٦)، ومعالم التنزيل (٢/٢١١، ٢١٢) وممن اقتصر على هذا القول شيخ المفسرين ابن جرير، والنسائي، وابن أبي حاتم، وهود بن محكم، وأبو جعفر النحاس. انظر مؤلفات هؤلاء على الترتيب: جامع البيان (١٣/٢٢٢-٢٤٩)، وتفسير النسائي (١/٥٠٤-٥٠٦)، وتفسير ابن أبي حاتم (٥/١٦١٢-١٦١٥)، وتفسير كتاب الله العزيز (٢/٥٨)، ومعاني القرآن الكريم (٣/١٠١، ١٠٣).