"وأما الفعل فأمثلة أخذت من لفظ أحداث الأسماء، وبنيت لما مضى وما يكون ولم يقع، وما هو كائن لم ينقطع"١.
لا نعلم أحدًا أتى في معنى هذا الكلام بما يوازنه أو يدانيه، أو يقع قريبًا منه، ولا يقع في الوهم أيضًا أن ذلك يستطاع، أفلا ترى أنه إنما جاء في معناه قولهم" والفعل ينقسم بأقسام الزمان، ماض وحاضر ومستقبل"، وليس يخفى ضعف هذا في جنبه وقصوره عنه. ومثله قوله٢:
"كأنهم يقدمون الذي باينه أهم لهم، وهم بشأنه أغنى، وإن كانا جميعًا يهمانهم ويغنيانهم".
٣٠ - وإذا كان الأمر كذلك، لم يمتنع أن يكون سبيل لفظ القرآن ونظمه هذا السبيل٣، وأن يكون عجزهم عن أن يأتوا بمثله في طريق العجز عما ذكرنا ومثلنا، فهذا جملة ما يجئ لهم في هذا الضرب من التعلق قد استوفيته. وإذ قد عرفته، فاسمع الجواب عنه، فإنه يسقطه عنك دفعة، ويحسمه عنك حسمًا٤.
٢ في المخطوطة والمطبوعة: "ومثله قولهم"، وهو سهو من الناسخ، وهذا القول هو قول سيبويه في الكتاب ١: ١٥، ونقله عبد القاهر قبل ذلك في دلائل الإعجاز. انظر الفقرة رقم: ١٠٠.
٣ من أغرب تصحيف كتبه كاتب هذه النسخة أن كتب مكان "القرآن": "الفراق"، كيف فعل هذا؟ وسيأتي أغرب منه عبد قليل.
٤ هذا جواب السؤال الذي بدأه في رقم: ٢٨.