يقول: "معطوف على فيها، المعنى وجعلنا في قصة موسى آية" حينما تكبر وتجبر جاءه موسى بالآيات البينات فعتا وادعى الربوبية والألوهية فكان مصيره ومآله إلى أن أغرقه الله -جل وعلا- وجعل بدنه لمن خلفه آية، لكن آية لمن؟ للذين يخافون العذاب الألم، وإلا فكم من شخص يذهب إلى ديارهم وينظر العلامات والدلائل الواضحات من باب النزهة ويحصل هناك ما يحصل من المخالفات الشرعية ومن اللهو واللعب خلاف ما يطلب من المسلم الذي يخاف العذاب الأليم، لو أن هناك عقل فضلاً عن دين، تجد موضع أهلك فيه شخص عادي، يعني لو أنت في صباك رأيت منظراً شخص قتل في هذا المكان، شخص قتل أو دهس في هذا المكان، يعني تستصحب هذا المنظر إلى أن تموت، كلما رأيت هذا المكان تذكرت، هذا في ظروف عادية، يعني يمكن يكون قتله قصاص، يعني مطلوب شرعاً، أو مثلاً قضاء يعني اعترض لسيارة ودهسته، يعني أمر عادي ومع ذلك تستصحب ولو كان بعد خمسين سنة تمر بهذا المكان تقول: الله المستعان، هذا المكان الذي دهس فيه فلان، وتجد في قلبك شيء من الشعور المناسب لهذا المقام، فكيف بأمة أهلكت وأمم أهلكت في هذا المكان ولا يحرك ساكناً؟! كأن القرآن أنزل لغيرنا أو أنزل لنتفكه بالحديث في أخبار الأمم السابقة، يعني كأننا نقرأ مع أن الإنسان إذا قرأ في كتب التواريخ كتب التواريخ يقرأ فيها طالب العلم ويديم النظر فيها من أجل الاعتبار والادكار؛ لأنها تشتمل على العبر والمواعظ والتواريخ على ما يقال: التاريخ يعيد نفسه، والأسباب قد تتعدد الأسباب، لكن المصير هو الهلاك لهذه الأمم المخالفة.