يقول: ﴿وَفِي مُوسَى﴾ [(٣٨) سورة الذاريات] يقول: "معطوف على فيها، المعنى وجعلنا في قصة موسى آية" ﴿إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ﴾ [(٣٨) سورة الذاريات] ملتبساً أو متلبساً ﴿بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ﴾ [(٣٨) سورة الذاريات] بحجة واضحة" ملتبس من الالتباس واللبس وهو الاختلاط، المتلبس يعني المتقمص لهذا السلطان وهو الحجة البينة الواضحة ﴿بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ﴾ [(٣٨) سورة الذاريات] أي بحجة واضحة، جاء موسى -عليه السلام- بأبين الحجج إلى هذا الطاغية، لكن إذا كان الله -جل وعلا- قد كتب عليه الشقاوة فلا ينفعه، فلا تفيد فيه المواعظ، ولا تفيد فيه المعجزات، ولا تفيد فيه الآيات، يذكر عن شخص وظيفته الطيران طيار يعني، من طوال من الناس يعني طوله واضح، وهو مجرم نسأل الله العافية، منتهك للمحرمات، مجاهر بذلك، مترفع على الناس، متعالٍ عليهم، فقدر الله -جل وعلا- أن سقطت الطائرة فمات من فيها، هذا قائد الطائرة حصلت له كسور في جميع عظامه، وجلس في المستشفى يقولون: ما يقرب من عشر سنين وخرج وقد نقص طوله متر أو نصف متر نسيت عاد، عظامه التي تهلهلت وترضرضت وما استطاعوا أن يضعوها في أماكنها سببت في نقصه، ثم بعد ذلك خرج يمشي على رجليه، ماذا تتوقعون بعد هذه المدة وبعد أن رأى الموت بعينه، ﴿وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ﴾ [(١٠١) سورة يونس] خرج أشر وأشد، أشد مما كان عليه، فعلى الإنسان أن يلهج بالسؤال وأن يطلب الله -جل وعلا- وأن يدعوه ضارعاً إليه أن يثبته على دينه، وأن يزيده من الإيمان والخشية لله -جل وعلا-.
جاءه ﴿بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ﴾ [(٣٨) سورة الذاريات] بحجة واضحة بآيات معجزات باهرات خوارق ﴿فَتَوَلَّى﴾ [(٣٩) سورة الذاريات] أعرض عنه وعن الإيمان به، ﴿بِرُكْنِهِ﴾ تولى بركنه، الركن: جانب الشيء الأقوى، جانب الشيء الأقوى، ترون أركان البيت لو سقط منها واحد سقط البيت، أركان الإسلام جوانبه الأقوى، أركان الصلاة ما يبطلها، وهكذا.