﴿فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ﴾ [(٣٩) سورة الذاريات] مع جنوده؛ لأنهم له كالركن" ولذا من فقد هذا الركن وهذا المعين من البشر قال: ﴿لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾ [(٨٠) سورة هود] هذا من؟ هذا لوط، وجاء في الحديث الصحيح: ((ويرحم الله لوطاً لقد كان يأوي إلى ركن شديد)) وهو الله -جل وعلا-، فلا شك أن الدعم والعون ركن للإنسان، وردء للإنسان، لكن إذا عدم الأسباب المادية الحسية فلن يعدم الركن والجانب الأقوى وهو خير معين وأعظم معين وهو الله -جل وعلا-، فلا يقول الإنسان: والله أنا الآن في بلد غريب ما لي أحد ما لي قريب، ما لي معين، ما لي ناصر، أهلي بعيدون كل البعد عني، فلا بد أن أتنازل عن بعض الأشياء من أجل أن أتقرب إلى الناس بها، لا، تأوي إلى ركن شديد وهو الله -جل وعلا- ((ويرحم الله لوطاً لقد كان يأوي إلى ركن شديد)) وهذا تكبر وتجبر وأعرض عن الإيمان بركنه، معتمداً على جنوده؛ لأنهم له كالركن، وقال لموسى هو -يعني موسى-: ﴿سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ﴾ [(٣٩) سورة الذاريات] ساحر أو مجنون، حينما جاء بـ (أو) هنا ساحر أو مجنون، هو قال: ساحر، وقال: مجنون أيضاً و (أو) هذه قالوا: أنها بمعنى الواو، وربما عاقبت الواو التي هي أو؛ لأنه قالهما، قال: ساحر وقال: مجنون، لكنه قال: ساحر في وقت، وقال: مجنون في وقت آخر، وعلى هذا العطف بالواو هنا ساحر ومجنون، يعني قالهما في أوقات متفاوتة، ما قالهما في آن واحد، أو يقال: إن (أو) هذه للإبهام كأنه يقول: لا أدري هل هو ساحر وإلا مجنون؟ للتقليل من شأنه؛ أن مثل هذا الشخص في نظره أنه ليس بأهل أن أحقق في أمره هل هو هذا أو هذا؟ المقصود أنه لا يلتفت إليه، هذا جاء ليضل الناس بسحره أو يتكلم لهم بكلام لا معنى له كالمجنون.