يعني جاء في حديث أن الفقراء يدخلون قبل الأغنياء الجنة بخمسمائة عام، وجاء بمائة وعشرين عاماً، وجاء بسبعين عاماً، يعني هل نقول: إن الأحاديث مضطربة هذه متناقضة؟ لا يا أخي، يعني بين أغنى الناس وأفقر الناس خمسمائة، ثم بعد من دون الأعلى ومن فوق الأدنى ما يناسب، إلى أن يكون التقارب بينهم إلى أن يصل إلى حد سبعين، فما يقال في مثل هذا تناقض بل الأشخاص والأوصاف تتفاوت وهذه أمور نسبية.
"آت بما يلام عليه من تكذيب الرسل ودعوى الربوبية" ﴿فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾ [(٢٤) سورة النازعات] يعني من الطرائف التي تذكر في كتب الأدب، من أخبار المتنبئين جيء لأحد الولاة أظنه المنصور جيء له بشخص ادعى الربوبية وادعى أنه موسى بن عمران، قال: أنا موسى بن عمران، موسى بن عمران نبي بني إسرائيل مات منذ ألوف، قال: أنا موسى بن عمران، طيب أنت موسى بن عمران؟ إذن العصا التي بيدك هي عصا موسى التي تنقلب حية؟ قال: نعم، قال: ﴿أَلْقِهَا يَا مُوسَى﴾ [(١٩) سورة طه] خلينا نشوف، قال: لا، ما ألقيها حتى تقول: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾ [(٢٤) سورة النازعات] إذا قلت، فأمر به وسجن وضرب إلى أن تاب، فيقول: موسى ما تفعل يعني العصا بمجردها حتى تقول، والمسلم لن يقول مثل هذا، على كل حال هذه تذكر من الطرائف في كتب الأدب، وينشط بها السامع، لا مانع، وإن كانت.. ، الله المستعان.
"دعوى الربوبية ﴿وَفِي﴾ [(٤١) سورة الذاريات] إهلاك ﴿عَادٍ﴾ آية" هنا يقول: ﴿وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ﴾ [(٤١) سورة الذاريات] في إهلاك عاد آية، لكن لمن؟ ﴿لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾ [(٣٧) سورة الذاريات] ليست لكل أحد، وإلا تجد من يذهب إلى ديارهم للنزهة مع الأسف نجد، لكن الذين يخافون العذاب الأليم لا يجوز لهم أن يدخلوها إلا باكين، وجاء النهي عن الصلاة في مواضع الخسف، ترجم البخاري بهذا وذكر بعض القصص، والله المستعان.


الصفحة التالية
Icon