٣/ في الذكر. فإن وجدته وإلا فعلم أن الباب مغلق، فعلم أن الباب مغلق يعني -بينك وبين ربك في حجاب. يعني فاسعى إلى رفع هذا الحجاب، فهل سعينا إلى رفع هذا الحجاب سعينا بجد، وبذلنا الأسباب، وعملنا على انتفاء الموانع التي تمنع ارتفاع هذا الحجاب؟ على طريقة واحدة منذ بدأنا الطلب إلى يومنا هذا ونحن طريقتنا لا تتغير، بل الملاحظ أنها تتغير إلى الأسوأ، أيام بداية الطلب يمكن قلوبنا أفضل من الآن، وهذا يجعل الإنسان يسيء الظن بنفسه وبنيته وبطلبه للعلم، هل هو على الجادة؟ العلم فائدته العمل، والقرب من الله -جل وعلا- فهل أفادنا هذا العلم القرب من الله -جل وعلا-؟ هل استحضرنا لذة المناجاة بين يدي الله -جل وعلا-؟ هل تلذذنا بصلاة ركعتين في جوف الليل؟ لا بد من إعادة الحساب فإذا كان هذا كافر يسمع النبي -عليه الصلاة والسلام- يقرأ بسورة الطور فيكاد قلبه أن يطير، يكاد قلبه أن ينخلع كما في بعض الروايات، فماذا عنا ونحن ننتسب إلى طلب العلم، ونعنى في الظاهر والله أعلم بالبواطن والخفايا؟ في الظاهر نعنى بكتاب الله، وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- وهي ديدن كثير من الأخوان وطلاب العلم، لكن مع ذلك النتيجة، الغاية هل نحس منها أو فيها لذة؟ ما نحس بشيء فلا بد من إعادة النظر، لابد من بذل الأسباب والسعي بجد على انتفاء الموانع.
يعني اعلم أن الباب مغلق، يعني لا أبالغ أنني قلت: مراراً أبدأ بسورة يونس ولا أشعر إلا وأنا بسورة يوسف، أقول هذا عن نفسي، أين ذهبت سورة هود بين السورتين يعني -الثلاث السور واحد وأربعين صفحة من القرآن-؟ الثلاث السور تبدأ من أولها إلى أخرها، مررت بسورة هود ولا كأن شيئاً حصل، والنبي -عليه الصلاة والسلام- لما سأله أبو بكر وغيره أراك شبت يا رسول الله،! قال: ((شيبتني هود وأخواتها))... ، الحديث لا يسلم من كلام لأهل العلم حتى قيل: إنه مضطرب، لكن الحافظ ابن حجر يقول: إنه يمكن ترجيح بعض الوجوه على بعض فيكون حسناً.