قصص لأمم غابرة ارتكبت ما ارتكبت من الذنوب والمخالفات، وعذبت بصنوف من العذاب نقرؤها ونسمعها وكأن الأمر لا يعنينا، والمسِألة كما قال عمر وغيره: "مضى القوم ولم يرد به سوانا"، نحن المقصودون بهذا القران، ليس المقصود لا عاد ولا ثمود ولا أصحاب الأيكة ولا مدين ولا قوم فرعون انتهوا، لمن أنزل القرآن؟ أنزل لنا لنعتبر ونتعظ وندكر، والسنن الإلهية واحدة لا تتغير، عذبوا بأسباب إذا وجدت مثل هذه الأسباب يعذب بها غيرهم ﴿َلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا﴾ [(٦٢) سورة الأحزاب]، ولم يستثن من الأمم إلا قوم يونس، ما استثني من هذه السنة إلا قوم يونس يعني لما انعقدت الأسباب وحقت كلمة العذاب، نفعهم إيمانهم لكن غيرهم السنن الإلهية لا تتغير ولا تتبدل، ونحن الآن واقعون في مسائل، وفي عظائم موجودة يعني في مجتمعنا وفي غيرنا أكثر، ونخشى من عقوبة تنزل بنا، ومن أن يحل بنا ما حل بغيرنا من المثلات، والقوارع، نرى الناس يتخطفون من حولنا ونحن في بلد أمن، فعلينا أن نشكر هذه النعمة، ونقوم بشكرها، ونؤديها على الوجه المطلوب، لا يكفي اللسان بل لا بد من العمل.