ماذا يقال في مثل هذا؟ الأصل أن من لم يبلغ الحنث هذا غير مكلف، يعني لو نطق بكلمة كفر، لو نطلق بكلمة شرك هذا الأصل المؤصل عند أهل العلم؛ لأن القلم مرفوعاً عنه: ((رفع القلم عن ثلاثة))، وتصرفاته له وعمده في حكم الخطأ، ومنهم: ((الصبي حتى يبلغ)) ولو أن إنساناً في منامه تكلم بكلام فهم منه الردة -نسأل الله السلامة والعافية- ما يؤاخذ عليه حتى يستيقظ، وكذلك المجنون لا يؤاخذ ولو قال ما قال، فهؤلاء مرفوع عنهم القلم فلهم حكم آبائهم حتى يكلفوا.
ومن الآباء في الصغار، والخبر خبر المبتدأ " ﴿الَّذِينَ آمَنُوا﴾ مبتدأ"، "خبره ﴿أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ المذكورين -من الكبار والصغار- في الجنة، فيكونون في درجتهم وإن لم يعملوا بعملهم تكرمة للآباء باجتماع الأولاد إليهم"، ﴿أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ سواء كانوا كباراً أدركوا وآمنوا وعملوا الأعمال الصالحة إلا أنهم لم يبلغوا منازل الوالدين، هؤلاء يلحقون بوالديهم تكرمة لهم، والشرط متحقق يعني -الشرط في دخول الأصل أصل دخول الجنة- متحقق، لكن هؤلاء في منزلة الدنيا وآبائهم في منزلة عليا يلحقون بهم، وهذا ما في إشكال فضل من الله -جل وعلا-.
يقول: "فيكونون في درجتهم وإن لم يعملوا بعملهم تكرمة للآباء لاجتماع الأولاد إليهم"، الصغير إذا مات ولم يبلغ الحنث أيضاً ليس لديه من العمل ما يؤهله إلى منزلة أبيه فيلحق به، الزوجة مع زوجها كما هو معروف، فأمهات المؤمنين مع النبي -عليه الصلاة والسلام- في منزلة، وهذا ما دعا ابن حزم أن يقول: إن أمهات المؤمنين أفضل من أبي بكر وعمر، يعني عائشة أفضل من أبيها، وحفصة أفضل من أبيها، وسودة أفضل من أبي بكر وأفضل من عمر وهكذا، لماذا؟ لأنها في منزلة النبي -عليه الصلاة والسلام- في الجنة هذا ما يقوله ابن حزم، لكن هذا القول ليس بصحيح.


الصفحة التالية
Icon