﴿أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ﴾ [(٣٧) سورة الطور] عندهم الخزائن بحيث يتصرفون فيها، فيعطون من شاء ويمنعون من شاء، هل هذا بأيديهم؟ لا، الذي بيده المال هو مجرد قاسم والله هو المعطي، بدليل أنه يدخل عليه الشخص ويشرح له ظرفه فيعطيه، ثم يدخل الآخر وهو أولى منه بالعطاء وظرفه أشد والمقتضي أعظم فلا يعطيه، من الذي أعطى الأول ومنع الثاني؟ هو الله -جل وعلا-، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((إنما أنا قاسم والله المعطي)) ﴿وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ﴾ [(٣٣) سورة النور].
﴿أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ﴾ [(٣٨) سورة الطور] لهم سلم يصعدون فيه إلى السماء ليسترقوا السمع، ويأخذوا الوحي قبل نزوله على محمد -عليه الصلاة والسلام-، ﴿فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ﴾ يأتون بمثل هذا القرآن الذي استمعوه وصعدوا إليه يأتوا بحجة بينة من جنس هذا القرآن الذي ينزل به جبريل، من لدن الله -جل وعلا- على نبيه محمد -عليه الصلاة والسلام-.


الصفحة التالية
Icon