هذا عندهم، ويستدلون على ذلك بأنه تلقي هكذا، تلقي عن الشيوخ طبقة عن طبقة هكذا فلا بد من تطبيق الأحكام، وقد يتعارض عند طالب العلم مثل هذا الكلام مع ما يسمعه من شيوخه، ومع ما يسمعه من أهل التجويد أيضاً من خلل كبير بهذه الأحكام، فهل تتوقع أن أشهر القراء، وأمهر القراء في قراءته للركعتين الأولتين في الصلاة الجهرية يفعل مثلها، مثل هذه القراءة في الركعتين الأخريين يعني -يرتل إذا اسر-، نحن نسمعهم وهم يصلون بجوارنا ما يرتلون، ولا يطبقون الأحكام، وليس هذا بدليل على الإيجاب ولا على المنع، لكن مما يدل على أن القرآن يقرأ سهلاً سمحاً لا يمطط فيه، ولا يهث كهذ الدقلة، ولا كهذ التراب، والمجزوم به أن هذه القراءة حينما أنزل القرآن على النبي -عليه الصلاة والسلام- وقراءه على أصحابه، وفيهم كبار السن، وفيهم الصغار، وفيهم قبائل مختلفة بعضهم يطاوعه لسانه أن يمد، وبعضهم لا يطاوعه ولذلك جاء الأمر على قراءة القرآن على سبعة أحرف، كل هذا من باب التسهيل والتيسير لقرآة القرآن في أول الأمر، ثم بعد ذلك اتفق على حرف واحد، لكن إذا أوجبنا التجويد فما الذي نوجبه على أي قراءة؟ يعني إذا كان إظهار حرف أو إخفائه -الهمز وعدمه- بعض القراء يهمز، وبعض القراء لا يهمز "النبيئون، والنبييون" مثلاً، أيهما أسهل أن نهمز أو نظهر المدغم؟ ثم بعد ذلك إذا قلنا بالإظهار والإدغام على أي قراءة؛ لأن ما أنا ملزم بقراءة شخص بعينه؛ لأن القراءة كلها سبعية متواترة، واختلاف الأداء في هذه القراءات، واختلاف الأداء في هذه القراءات يدل على أن الأمر فيه سهل؛ لأنها كلها سبعية، كلها متواترة، يعني من مد ست حركات وغيره يمد أربع حركات هذه ثابتة بالتواتر، وهذه ثابتة بالتواتر، فما الذي يلزمني بست أو أربع أو اثنتين، كلها ثابتة بالتواتر فيدل على أن الأمر ليس كما يقولون، نعم تجويده وضبطه وإتقانه وإخراج الحروف من مخارجه هذا أمر مطلوب، لكن التأثيم يحتاج إلى دليل.


الصفحة التالية
Icon