وينص كثير منهم على أنه واجب عندهم في فنهم، وأما تأثيم التارك فيحتاج إلى قول فقيه هذا كلامهم، يقولون مثل هذا الكلام، يعني هل كلامهم في وجوب المد، في وجوب التجويد مثلاً، هل هو مثل كلام النحاة في وجوب رفع الفاعل، أو نصب المفعول يعني -وجوب فني ما هو بوجوب شرعي-؟ لأنه حتى بعضهم ينص من أهل التجويد أن هذا الوجوب وجوب علم، وجوب تلقي، وجوب هذا الفن يعني بيننا يجب لا يفرط فيه، لكن مع ذلك تأثيم التارك يحتاج إلى قول فقيه مجتهد هذا كلامهم، مما يدل على أن المسألة فيها سعة المقصود أن القرآن يقرأ ويحسن الصوت بالقرآن، ويزين القرآن بالصوت، ويتغنى به بحيث يتأثر القارئ، ويؤثر في السامع، لكن التطبيق بدقة على ضوء ما قرروه تأثيم تاركه يحتاج إلى دليل، يعني حتى القراء المجودون المتقنون إذا قرؤوا القرآن للاستدلال، أو في خطبة للاستشهاد مثلاً، أو قرأها غيرهم وهم يسمعون ذلك، هل يؤثمونه؟ أحياناً يورد الدليل بسرعة كما هو شأن من يستدل للمسائل العلمية، يعني يندر أن تجد من يقرؤها على قواعد التجويد، وأنا أقول على المسلم أن يحرص على تطبيق هذه القواعد حتى في الخطبة، إذا قرأ القرآن يقرأه مجوداً، وحتى في قراءته للكتب يحرص على أن يجوده وأن يميزه عن كلام البشر.
يقول: يوجد مسجد بحي المثناة مهجور يقصده بعض الجاليات، يتصورون عنده يعني -يصورون بالكمرات-، ويتبركون به، ويقولون: إن هذا المسجد جلس عنده الرسول -عليه الصلاة والسلام- فله ميزة عن غيره؟
ليست له ميزة، الميزة للمساجد الثلاثة فقط وما عداها فحكمها واحد، ولو صلى فيه النبي -عليه الصلاة والسلام- حكمها واحد هي بيوت الله، وإذا كان مهجوراً لا يصلى فيه فهو كغيره من الأبنية -هذا ليست له أحكام المسجد-، إذا كان لا يصلى فيه فهو كغيره من الأبنية، ولا يجوز التبرك بالبقاع أيّا كانت.
يقول: ما الضابط في النهي عن صوت الجرس؟


الصفحة التالية
Icon