﴿فَأَوْحَى﴾ [(١٠) سورة النجم] الرب -جل وعلا- ﴿إِلَى عَبْدِهِ﴾ جبريل ﴿مَا أَوْحَى﴾ "جبريل إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- ولم يذكر الموحى تفخيماً لشأنه" يعني صرفت الضمائر بعضها عن بعض، يعني ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ﴾ [(٨ - ٩) سورة النجم] هذه لجبريل، ﴿فَأَوْحَى﴾ [(١٠) سورة النجم] من الذي أوحى؟ عند المفسر الله -جل وعلا-، ﴿إِلَى عَبْدِهِ﴾ جبريل، ﴿مَا أَوْحَى﴾ "جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يذكر الموحى تفخيماً لشأنه".
نعم قد يعود الضمير على غير مذكور، نعم قد يعود الضمير على غير مذكور للعلم به، ﴿حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ﴾ [(٣٢) سورة ص] الشمس ما مر لها ذكر لكن للعلم به، ﴿فَأَوْحَى﴾ [(١٠) سورة النجم] الموحي هو الله -جل وعلا- ولو لم يسبق له ذكر في الضمائر السابقة للعلم به، وأنه هو الذي يوحي، وهو الذي يبدأ بالوحي، ﴿فَأَوْحَى﴾ [(١٠) سورة النجم] تعالى ﴿إِلَى عَبْدِهِ﴾ جبريل ﴿مَا أَوْحَى﴾ "جبريل إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- ولم يذكر الموحى تفخيماً لشأنه" ما ذكره يعني ما ذكر الشيء الذي أوحاه إلى جبريل، وأوحاه جبريل إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، الله -جل وعلا- على عرشه بائن من خلقه، جبريل هو الذي دنا فتدنى فكان قاب قوسين أو أدنى ﴿فَأَوْحَى﴾ [(١٠) سورة النجم] الله ﴿إِلَى عَبْدِهِ﴾ جبريل ﴿مَا أَوْحَى﴾ "جبريل إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- ولم يذكر الموحى تفخيماً لشأنه" أو لعدم العلم به، ما نقل، ما نقل، وعلينا أن نؤمن بأن الله -جل وعلا- أوحى في هذا الظرف ما أوحاه إلى عبده وما تلقاه النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ربه بواسطة جبريل، علينا الإيمان وإن لم نعرف التفصيل، ومنهم من ذكر أشياء أن مما أوحاه الله إلى عبده: إن الله حرم الجنة على الأنبياء حتى تدخلها، وحرم الجنة على الأمم حتى تدخلها أمتك إلى غير ذلك مما قالوه لكن لا يدل عليه دليل.


الصفحة التالية
Icon