يقول: "هي شجرة نبق"، يعني ثمرها النبق، أو السدرة مجموعها النبق على ما قال أهل العلم، السدر نبت طيب الرائحة يستعمل استعمالات جاءت بها النصوص كتغسيل الميت، اغسلنها بماء وسدر؛ لأن له دور في تماسك الجسم وعدم تحلله، وأيضاً ينظف، ينظف الجسد من الأوساخ، وله أيضاً رائحة، ويستعمل أيضاً في علاج السحر، وفيه فوائد كثيرة، ولذا جاء في سنن أبي داود: ((من قطع سدرة صوب رأسه في جهنم)) في سنن أبي داود، وحسنه بعض أهل العلم وحمله أبو داود قال: إن هذا الحديث مختصر؛ لأن معناه مشكل؛ لأن الإنسان قد يزرع السدر يستفيد منه ثم يقطع ما لا يحتاج منه، وهل يبقى شجر السدر ولو آذى الناس في طرقهم ومساكنهم أو يقطع فيحصل هذا الوعيد؟ قال أبو داود: "هذا الحديث مختصر"، من قطع سدرة في طريق الناس الذي يحتاجونها يستظلون بها يستظل بها مسافر يحصل له هذا الوعيد، لكن هذا يذهب فائدة تخصيص السدر؛ لأن هذا يشمل الأشجار الأخرى التي يستظل بها الناس، التي يستظل بها الناس، يعني الناس يستظلون بالأشجار سواءً كانت سدر أو غير سدر، فالذي يقطعها يتسبب في إزالة هذه الفائدة من هذه الشجرة، سواءً كانت من السدر أو من غيره، فلا يكون للسدر في هذا خصيصة ولا ميزة، والحديث جاء بالتنصيص على السدر، وعلى كل حال مثل ما يقال في شجر الحرم لا يجوز قطعه إلا إذا أضر أو أذى بالناس وصار في طريقهم، أو اشتدت الحاجة إليه، كما استثنى النبي -عليه الصلاة والسلام- الإذخر، ويبقى إذا صح الخبر أن الأصل المنع.
﴿عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى﴾ [(١٤ - ١٥) سورة النجم] سدرة المنتهى جاء في الحديث الصحيح: إنها في السماء السابعة، وجاء ما يدل على أنها في السماء السادسة، وجاء ما يدل على أنها في السماء السادسة، القرطبي وابن حجر وجمع من أهل العلم قالوا: أصلها في السادسة، وورقها وفروعها في السابعة، وبهذا يتم الجمع بين الروايتين.