﴿عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى﴾ [(١٥) سورة النجم] "تأوي إليها الملائكة وأرواح الشهداء والمتقين" جنة المأوى: يأوي إليها فهي مآل ومأوى المتقين، والملائكة أيضاً يأوون إليها، وأرواح الشهداء في أجواف طير خضر تسرح تغدو وتروح في هذه الجنة، المقصود أنها من أوى يأوي إذا صار إلى الشيء، فهذه الجنة يصير إليها الملائكة، ومن أهله عمله بعد رحمة الله -جل وعلا- لدخولها، وهناك جنات أخرى، هناك الفردوس، وهناك جنة عدن، والمسألة جنات، والله المستعان.
﴿إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى﴾ [(١٦) سورة النجم] إذ يغشى السدرة: ﴿إِذْ﴾ "حين" ظرف ﴿يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى﴾ [(١٦) سورة النجم] "من طير وغيره"، يغشاها من الأمور المهولة كما جاء في الحديث من التهاويل والأشياء التي تغشاها ما لا يستطيع الواصف بوصفها كما جاء الحديث، لا يستطيع أحد أن يصفها من عظم ما يغشاها من الأنوار والطيور والملائكة أيضاً تنزل عليها كما تنزل الغربان على الشجر كما في الحديث، كما في الخبر، شيء لا يخطر على البال، وكل هذا يحدو المسلم إلى مضاعفة العمل عله أن يبلغ هذه المنازل فيكون من أهلها، ﴿إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى﴾ [(١٦) سورة النجم] "من طير وغيره، وإذ معمولة لرآه"، ولقد رآه إذ يغشى السدرة ما يغشى، يقول: "إذ معمولة لرآه" لظرف متعلق بالفعل رأى.