لا يجوز فيه كتب وفيه ردود معروفة.
يقول: ﴿مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ﴾ لهم يعني يزجرهم عن كفرهم وغيهم وعن ضلالهم، جاءهم من الآيات والنذر والبينات والحجج والبراهين القاطعة ما يزجرهم، ويجعلهم لا يترددون في الدخول في هذا الدين، ﴿وَلَقَدْ جَاءهُم مِّنَ الْأَنبَاء﴾.
﴿حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ﴾ [(٥) سورة القمر] يعني مع ما جاءهم من الأنباء، وما جاءهم من، يزجرهم ويعضهم من الحجج القاطعة والبراهين الساطعة التي لم تترك لأحد عذر، ومع ذلك ما آمنوا والله -جل وعلا- بين لهم ولم يترك لهم حجة ولا عذر يعتذرون به، وركب فيهم من حرية الاختيار ما يمكنهم من الدخول في هذا الدين، فليس لأحد حجة لا بالقدر السابق ولا بعدم بلوغ الحجة، الحجة بلغتهم، والقدر السابق غيب لا يعلمه إلا الله-جل وعلا-، فكون الإنسان يزعم أنه مجبور على الاستمرار على الكفر، أو مجبور على فعل معاصي هذا لا حجة لهم فيه ولا مستمسك؛ لأن لديهم من حرية الاختيار مع بيان ما ينفع وما يضر، ومع ذلك اختاروا ما يضرهم، والذي يحتج بالقدر ويقول: إنه مجبور هذا شيء كتبه الله عليه، لا يستطيع أن يخالف ما كتب عليه نقول: كما جاء في النصوص الكثيرة أن الله-جل وعلا- بين لهم وقطع عذرهم، وركب فيهم من حرية الاختيار ليسوا بمجبورين، كما يزعمون أن حركاتهم مثل حركات الشجر وورق الشجر في مهب الريح هذا الكلام ليس بصحيح، بدليل لو أن أحداً اعتدى على واحد منهم ما تركه ما قال: هو مجبور مسكين، لو ضربه للتفت وخاصمه ورفع أمره أو ضربه، جازاه على صنيعة فإذا قيل له: إنسان مجبور مكتوب عليك أنه يضربك، ومكتوب له أن يضربك قال: هذا جنون.


الصفحة التالية
Icon