حينما سأله أبو بكر وغيره؛ لأنه جاء من طرق أن النبي -عليه الصلاة والسلام- سئل عن شيبه؟ فقال: ((شيبتني هود وأخواتها))، ((شيبتني هود وأخواتها)) مع أن الشيب فيه -عليه الصلاة والسلام- قد نفاه بعض الصحابة، وبعضهم أثبته، وسبب نفيه أنه قليل، يعني أنه من بعد لا يرى، والذي يحدد ويقرب من النبي -عليه الصلاة والسلام- كأنس يثبت مثل هذا، أما البعيد لا يثبته؛ لأن الشعر البياض إذا كان شعرات معدودة، كما قيل: اثنا عشر، أو إلى عشرين بضعة، عشر شعرة هذه لا، إذا كانت متفرقة لا ترى من بين الألوف من الشعر، الحديث مثل به بعض أهل العلم الحديث المضطرب، وحكموا باضطرابه؛ لأنه جاء على طرق مختلفة متساوية، وابن حجر أمكنه الترجيح بين هذه الطرق فحكم بحسنه، ولا شك أن سورة هود وما فيها من القصص للأمم الماضية المكذبة للرسل وما صنع الله بهم يعني أمر يؤثر في قلب المسلم، قلب الحي، القلب السليم، أما قلوبنا التي قد غطاها الران من أثر المكاسب، وأثر الاختلاط الخلطة والتخليط هذا لا شك أن مثل هذا التأثير ضعف، حتى أن الإنسان يقرأ هود، أو يقرأ أي سورة من السور لا فرق، أو يقرأ أو يسمع القرآن أو يسمع الأخبار لا فرق، قد يتأثر من بعض الأخبار وبعض المناظر أكثر مما يتأثر بالقرآن، والله -جل وعلا- يقول: ﴿فذكر بالقرآن من يخاف وعيد﴾ [(٤٥) سورة ق] فعلى الإنسان أن يحضر القلب عند قراءة القرآن، وعند سماع القرآن.
الحسن يقول: تفقد قلبك في ثلاثة مواطن: في قراءة القرآن، وفي الصلاة، والذكر فإن لم تجده فاعلم أن الباب مغلق، يعني اسعى في فتحه من جديد، إذا أغلق الباب بينك وبين ربك ماذا ترجو؟ وماذا تأمل؟ ومن ترجو سواه اسع إلى فتحه.
يقول: وأخواتها فماذا يعني بأخواتها؟
جاء في بعض الروايات الواقعة، إذا الشمس كورت ونظائرها.
نكتفي بهذا لأن الأسئلة كثيرة يجاب عليها، يعني على بقيتها غدا -إن شاء الله تعالى- لكن هذا كأنه محتاج إلى حل.
يقول: حضرنا من الرياض وكانت لدنيا رغبة في العمرة إن تيسرت لنا، ووصلنا جدة لحضور الفرح، وبعد حضور الفرح أردنا العمرة من أين نحرم من جدة أو نعود للميقات؟


الصفحة التالية
Icon