على حسب ما يغلب على الظن، يقول: إن تيسرت لنا يعني هذا التردد إن كان الراجح فيه أنك تعتمر فتحرم من ميقاتك الأصلي، وإن كان الراجح عندك أنك لا تعتمر فتحرم من جدة من حيث أنشأت، وإن ترددت وشككت في ذلك فأحرم من جدة.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فيقول المفسر -رحمه الله تعالى- في قوله: ﴿كذبت عاد﴾ [(١٨) سورة القمر] ﴿كذبت عاد﴾ "نبيهم هودا" يعني فعندما ذكر من الأنباء التي فيها المزدجر والادكار والاتعاظ ذكر منها قصة نوح مع قومه، وكيف أهلكهم الله -جل وعلا- بالغرق؟ أتبع ذلك بعاد قوم هود، وقصص القرآن في غاية الأهمية، معرفتها في غاية الأهمية بالنسبة لطالب العلم؛ لأنها ما سيقت من أجل المتعة ولا على أساس أنها قصص تاريخية واقعية يتسلى بها الناس، وإنما كما قال الله -جل وعلا- في أخر سورة يوسف: ﴿لقد كان في قصصهم عبرة﴾ [(١١١) سورة يوسف] لكن عبرة لمن ﴿أولي الألباب﴾ فطالب العلم وهو بصدد دراسة قصص القرآن عليه أن يجمع هذه القصص من القرآن، بدأ من قصة آدم -عليه السلام- فيجمعها من جميع المواطن في القرآن، قصة آدم يجمعها من القرآن كله، والحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- في أول "البداية والنهاية " صنع ذلك.