الطبعة السلفية من فتح الباري رقموا الأبواب حسب التسلسل التاريخي، فتجده مثلاً قال: واحد، اثنين، ثلاثة، سبعة عشر؛ لأن هذا الباب متأخر جداً عن الذي بعده، ثم رجع إلى أربعة، خمسة، ثم رجع إلى ثمانية عشر، إلى آخره، يعني هذا الترتيب ينبغي أن يعتني به طالب العلم؛ لأن هذا على حساب الترتيب التاريخي، يعني كون طالب العلم يجهل هذه الأمور لا شك أنه نقص وخلل في تحصيله، نعم كثير من طلاب العلم يعتني بالأحكام الحلال والحرام وهي محل عناية؛ لأنه لا يستطيع أن يعبد الله -جل وعلا- على الوجه المأمور به حتى يعرف الحلال من الحرام.
العقائد أيضا رأس المال الفقه الأكبر يعتني بها طلاب العلم، ولله الحمد والعناية واضحة، السنة أيضا لها أهل ولها وجود، ولها من يعتني بها في متونها، وأسانيدها، وشروحها، التفقه منها هذا واضح ولله الحمد، لكن العناية بكتاب الله ليست على المستوى المطلوب اللآئق بكتاب الله، نعم يوجد من يتخصص بكتاب الله، ومن يتخصص بعلوم القرآن، لكن القرآن قاسم مشترك لجميع طلاب العلم، ما يقول: أنا والله متخصص بالسنة ما لي علاقة بالقرآن، هذا ما يمكن أن يقوله طالب علم أو العكس طالب علم متخصص بالقرآن يقول: ما لي علاقة بالسنة، ما يمكن أن يفهم القرآن إلا من خلال السنة، فالعلوم الشرعية متكاملة مترابطة، لما انتهى من قصة نوح مع قومه وما حصل من إغراقهم إهلاكهم بالغرق.