قال: ﴿كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر﴾ [(١٨) سورة القمر] يقول المفسر: ﴿كذبت عاد﴾ "نبيهم هودا فعذبوا" يعني هل يتصور أن طالب علم تخرج في الجامعة من كلية شرعية ما يعرف أن هود هو نبي عاد؟ يوجد لأنه الآن يخرج طلاب يحفظون هذه المذكرات التي كتبها الأساتذة، وفيها خير وفيها علم، لكن ليست متكاملة، الأستاذ يعطى منهج، والمنهج فيه مفردات، قد تكون هذه المفردات على طريقة هذا الشيخ تحتاج إلى سنوات وهذا الشيخ عرف بالتطويل والاستطراد، لكنه لا يأتي على نصف المنهج، هذا الشيء مررنا به، ومر به غيرنا أحيانا ما نستطيع أن ننجز ولا ثلث المنهج، طالب العلم لا يعرف شيء، ويتخرج ويمكن نصف أو أكثر من نصف المناهج ما مرت عليه، ولا شك أن هذه الطريقة طريقة التعليم، وترك الأساتذة كل على منهجه، كل على طريقته، من الأساتذة من أنجز المنهج في شهر وجاء إلى القسم يسأل يقول: ماذا نصنع انتهينا من المنهج، وهو مقرر لثلاثة أشهر؟ قالوا: أنت أنهيته على سبيل الإيجاز فأعده على سبيل البسط ما في إلا هذا الكلام، ويش قال: نعم لا شك أن مثل هذا التدريس ناقص، أيضا بالمقابل بعض الأساتذة يستطرد فيأخذ في الحديث خمس محاضرات، ست محاضرات ثم يأتي في نهاية الفصل وقد شرح خمسة أحاديث أو ستة أحاديث والبقية ما شرحت، أو عشرة أحاديث بقي عشرين، أو ثلاثين حديث ما شرح، هذا أيضا خلل يعني الطريقة المناسبة جداً للموازنة بين الوقت والمنهج أن يتخذ كتاباً معيناً، وليكن شرحه مختصراً ما في إشكال، ثم يضيف إلى هذا الشرح المختصر ما يفتح الله به عليه من علمه، أو من مراجعته للكتب هذا مناسب جداً؛ ليوازن بين الوقت والزمن، وهذا الذي جعلنا نعتمد هذا التفسير وإلا بالإمكان أن نأخذ آية نستطرد فيها ثم ينتهي الوقت وما سوينا حاجة، ولذلك أقول قد يتخرج الطالب في الجامعة من كلية شرعية ويخفى عليه مثل هذا؛ لأنه لا يحفظ القرآن، وما مر عليه التفسير كامل -مر على بعض الآيات- وما مر عليه في قصص القرآن إلا نتف يسيرة، مثل هذا ما يحسن شيئاً يتخرج في كثير من الأبواب جاهل، نعم يعرف شيئاً مما مر عليه ومما ذاكره للامتحان يعرف.