في الحروب الأخيرة في بعض البلدان المنتسبة أهلها إلى الإسلام حصل فيها شيء من هذا، لكن قبل ذلك ما كان، ماذا عن وضع المسلمين فيها؟ لا يعرفون من الإسلام إلا الاسم، لا يعرفون منه إلا الاسم ليس هناك شر محض، يعني في بلاد البلقان شخص من الدعاة ذهب إليهم قبل الحرب، يقول: إن في شخص كبير في السن ذو لحية كثة بيضاء، ويكرر من قول: لا إله إلا الله يبيع سمك، وعنده مصحف جوامعي قطع كبير، إذا باع سمكة قطع ورقة ولف السمكة فيها وأعطاها الزبون، يعرفون من الإسلام شيئاً هؤلاء؟ ما يعرفون شيئاً، لكن شوف وضعهم الآن، تغير وضعهم فهم ليس هناك شر، ليس هناك شر محض، يعني التفت الناس إلى الدين، وتعلموا الدين، وعملوا بالدين نعم هذا الأمور التي ابتلي بها المسلمون لا يجوز للمسلم أن يفرح بها، لا يجوز للمسلم أن ينظر إلى أخيه المسلم وهو يهان، وهو يقتل، وينتهك عرضه هذا لا يجوز أن يصبر على هذا بل تجب عليه إعانته، لكن مع ذلك الله -جل وعلا- حكيم عليم، تغيرت الأحوال وتبدلت تغيراً كبيراً جداً، يعني لو نظرنا إلى ما فعله الدنمارك بالنسبة لجناب المصطفى -عليه الصلاة والسلام- هذا ليس بشر محض، كثير من بيوت المسلمين لا يعرفون عن النبي -عليه الصلاة والسلام- إلا أن اسمه محمد وأنه رسول، لكن ماذا عن حياته؟ ماذا عن خصائصه، ماذا عن شمائله؟ ماذا عن سيرته؟ ماذا عن أوصافه -عليه الصلاة والسلام-؟ ما يعرفون شيئاً، كثير من بيوت المسلمين تقرأ فيها كتب السيرة والشمائل والمغازي الآن بقوة، كثير من طلاب العلم اضطروا إلى أن يرجعوا إلى المصادر فاستفادوا كثيراً، وإذا كان الكلام في عرضه -عليه الصلاة والسلام- فالله -جل وعلا- يقول عنه: ﴿لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ [(١١) سورة النور] نعم خير، شوف الآثار المترتبة على مثل هذا تغيرت أحوال المسلمين بعد غزو التتار، ورجعوا من جديد وعادوا إلى الإسلام من جديد، فلا يعني هذا أننا نفرح بمثل هذا المصائب أبداً، لكن لها جوانب وجوانب أخرى، يعني لو راجعنا مثلاً الجزء الثاني عشر من "النجوم الزاهرة" واطلعنا على ما فعله تيمور بدمشق بحيلة ماكرة، يعني شيء، أمر مخوف يجعل الإنسان يتوقع


الصفحة التالية
Icon