العقوبة في أي لحظة؛ لأن حالنا ليست بعيدة من أحوالهم، فعلينا أن نقرأ ونتدبر ونعتبر، وأن ما حل بالقوم يحل بنا مثل ما قص الرب -جل وعلا- عن الأمم الماضية، الآن قص علينا قصة نوح، وقصة هود مع قومه عاد، وقصة ثمود، وقوم لوط، ثم القصة الخامسة قصة فرعون مع موسى -عليه السلام-، ومآل الجميع الهلاك والدمار فليخشي الإنسان أن يقع في مثل ما وقعوا فيه، فتكون نتيجته كنتيجتهم كما سيأتي.
﴿أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ﴾ [(٤٣) سورة القمر] يعني هل أنتم أفضل منهم؟ ﴿أَمْ لَكُم بَرَاءةٌ فِي الزُّبُرِ﴾ معكم صكوك من الرب -جل وعلا- نزل عليكم كتب تبرئكم مما حل بهم.
﴿فَأَخَذْنَاهُمْ﴾ "بالعذاب" ﴿أَخْذَ عَزِيزٍ﴾ "قوي" ﴿مُّقْتَدِرٍ﴾ "قادر لا يعجزه شيء"، الآن الأمم الكافرة وقد أجلبت على المسلمين بخيلها ورجلها بجموعها بقوتها، هل استطاعوا أن يدفعوا عن أنفسهم ما حل بهم؟ يعني ما هم يشنون حروب إبادة على المسلمين، وقع في بلدانهم كوارث من فيضانات وغرق وحرائق استطاعوا أن يردوا شيئاً، في أثناء هذه الحروب استطاعوا أن يردوا شيئاً ما استطاعوا، لكن الله -جل وعلا- ((إذا أخذ الظالم لم يفلته)) ﴿فَأَخَذْنَاهُمْ﴾ يعني "بالعذاب" ﴿أَخْذَ عَزِيزٍ﴾ "قوي"، ﴿مُّقْتَدِرٍ﴾ "قادر لا يعجزه شيء"، يعني النهاية أن ماتوا غرقاً خلاص، بطريقة لا يقدر عليها إلا الله -جل وعلا-، لما موسى ضرب البحر بعصاه صار طريقاً يبساً ولوجوا فيه، فتبعهم فرعون وقومه لما تكاملوا أغرقوا، ما يحتاجون ولا إلى قبور الآن في أيسر وسيلة قادر لا يعجزه شيء.


الصفحة التالية
Icon