قالوا: ما ذكر شيء، الوثيقة في شعبان، فوضع التاريخ -رضي الله عنه وأرضاه-، هذه الأمور معاش الناس لا يستقيم إلا بها، لا يستقيم أمر الناس إلا بها، وكان الناس يحددون ويؤرخون بالوقائع، ثم بعد ذلك صاروا يؤرخون بالسنين، وهذا من فائدة هاتين الآيتين المميزتين لليل من النهار، يجريان بحسبان، الشمس تجري، لكن ماذا عن قول أهل الهيئة وأنها ثابتة والأرض تدور حولها؟ هذا مخالفة للنص القطعي، ولذا أفتي بكفر من يقول بهذا القول، ثبوت الشمس القول به مخالف لقول الله -جل وعلا-: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي﴾ [(٣٨) سورة يس] وأيضاً الشمس تجري في فلكها لا تحيد عنه ولا تميل ومع ذلك تسجد في آخر كل ليلة تحت العرش، وتستأذن بالطلوع في الحديث الصحيح، الحديث صحيح في أن الشمس تسجد تحت العرش في آخر كل ليلة تستأذن في أن تطلع من المغرب أو المشرق، ومع ذلكم هي في فلكها، لا يحس بها، وما جاء في النصوص الصحيحة لا بد من الإيمان به، ما يقول قائل: إنها تفقد.. ، كيف تفقد؟ يعني لو ذهبت وسجدت تحت العرش لا بد أن تفقد من فلكها والمشاهد أنها خلال الأربعة والعشرين ساعة تجري؟ نقول: نؤمن بهذا، ونسلم بما جاء عن وعن رسوله -عليه الصلاة والسلام- دون نقاش، ولا يقول قائل: إن الإسلام يلغي العقول، لا، إنما أتى بأمور تحتار فيها العقول؛ ليعرف الإنسان قدر نفسه، ولذا يقول أهل العلم: قنطرة الإسلام لا تثبت أو قدم الإسلام لا تثبت إلا على قنطرة التسليم، يعني هناك أمور لا بد أن تقف دونها، يعني العقل لا يمكن أن يدرك كل شيء، العقل محدود، يعني كما قرر في حديث النزول مثلاً إن الله ينزل في آخر كل ليلة يقرر شيخ الإسلام أن العرش لا يخلو منه؛ لأنه مستوٍ على عرشه، بائن من خلقه، هذه أمور لا بد من التسليم فيها، لا بد من أن يسلم الإنسان فيها، وإذا حصل عنده أدنى شك فيما ثبت عن الله وعن رسوله فمآله ومصيره إلى الضلال المبين، كما حصل لأصول أو لكبار المبتدعة ابتلوا بمثل هذه المناقشات، وزعموا أن عقولهم تدرك كل شيء وبعد ذلك صدر عنهم ما يضحك منه المجانين والأطفال، عقوبة من الله -جل وعلا-، فعلى الإنسان الحريص على سلامته أن يستسلم، والإسلام هو الاستسلام، هو الاستسلام لله