-جل وعلا-.
﴿وَالنَّجْمُ﴾ [(٦) سورة الرحمن] والنجم يقول المفسر: "ما لا ساق له من النبات" ﴿وَالشَّجَرُ﴾ [(٦) سورة الرحمن] ما له ساق" يعني النجم لا ساق له مما يمتد على وجه الأرض، يمتد على وجه الأرض، ما له ساق يرفعه عن الأرض، والشجر الذي له ساق، له جذع، وله فروع، أما النجم يمتد على وجه الأرض، ولا ساق له يرفعه عنها، هذا ما مشى عليه المؤلف وهو أحد القولين بالنسبة للنجم، فمنهم من يقول: إن النجم هو جنس النجوم الموجودة في السماء، والتي تظهر للناظر بالليل، النجم واحد النجوم، أو هو جنسها لأن (أل) هذه يحتمل أن تكون جنسية فتشمل جميع النجوم، ويحتمل أن تكون عهدية فتطلق على نجم واحد، وهو الثريا كما تقدم فيما مضى ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى﴾ [(١) سورة النجم] النجم "ما لا ساق له من النبات" نعم يطلق عليه نجم في لغة العرب "والشجر ما له ساق" ﴿يَسْجُدَانِ﴾ [(٦) سورة الرحمن] ﴿وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ﴾ [(٦) سورة الرحمن] لله -جل وعلا-، فيخضعان لما يراد منهما، وسجود كل شيء بحسبه؛ لأنه قد يقول قائل: أنا والله ما رأيت عمري كله أنا فلاح منذ سبعين سنة ما رأيت شجرة ساجدة، لكن أنت لا تحس بمثل هذا، لا تحس بمثل هذا، لكن ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ﴾ [(٤٤) سورة الإسراء] تسبح تذكر الله على حسب حالها، إما بلسان المقال والقدرة الإلهية صالحة لمثل هذا، بل أعظم منه ﴿قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ [(١١) سورة فصلت] أو بلسان الحال بعدم امتناعها مما يطلب منها، ولذا يقول: ﴿يَسْجُدَانِ﴾ [(٦) سورة الرحمن] "يخضعان لما يراد منهما" هل تمتنع الشجرة من الإثمار المراد منها؟ نعم قد يوجد قد لا يوجد السبب، وقد يوجد السبب ويوجد مانع، لكن إذا وجد السبب وانتفى المانع فالأثر حاصل بإذن الله -جل وعلا-، فيخضعان لما يراد منهما، يراد من الشجر الثمرة، يراد من الشجرة الظل، يراد من النجم كذلك، يراد من النجم على القول بأنه نجوم السماء ما خلقت من أجله من الحكم الثلاث المعروفة: زينة للسماء، وهداية للناس، ورجوم للشياطين، هل يؤمر النجم بأن يرجم شيطان فيتأخر؟ لا، "يخضعان لما يراد منهما".