﴿وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا﴾ [(١٠) سورة الرحمن] يعني "أثبتها" ﴿لِلْأَنَامِ﴾ [(١٠) سورة الرحمن] "للخلق للجن والإنس وغيرهم" لمن يعيش على ظهرها، ومن يقول بأن الأرض تدور مثلاً وأهل الهيئة يتفقون على أنها تدور حول الشمس، وعرفنا أن من يقول بأن الشمس ثابتة حكم أهل العلم بكفره؛ لأنه مصادم للنص، وبالنسبة للأرض والقول بدورانها مسألة معروفة عند أهل الهيئة ويتفقون عليها، واستنكر هذا القول، ورد عليه في أول الأمر، ثم بدأ الناس من كثرة ما يسمعون من هذا الكلام، وما ذكر لهم من أدلة قد يقتنع بها بعضهم، وما زال أهل العلم يرون أن الأرض ثابتة راسية، على ما جاء في النصوص، وإن كان بعضهم يقول: إن دورانها لا ينافي ثبوتها ولا رسوها، ثابتة باعتبار أنها لا تضطرب ولا تهتز ولا يتأثر من فيه، وتتحرك حركة لا يشعر بها، كما جاء في الجبال يوم القيامة ﴿وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ﴾ [(٨٨) سورة النمل] فهذه الأرض تدور بمن فيها على ما قالوا، ومثل هذه المسائل التي لا يسأل عنها الإنسان، وليس لها نتيجة عملية، لو ترك البحث فيها كان أولى؛ لأن بعض الناس يصرف الوقت الطويل لبحث مثل هذه المسائل فيما لا جدوى له، سواءً كانت ثابتة أو تدور على ظهرها، على الإنسان أن يعبد الله -جل علا- على حسب ما طلب منه، وهو تحقيق العبودية، وبعض العلماء مثل الشيخ ابن باز -رحمه الله- ألف في المسألة مؤلف، ألف في هذه المسألة مؤلف، وشدد في مسألة دوران الأرض، وبعضهم من حكم بكفره من يقول: بدورانها؛ لأن النصوص جاءت بأنها راسية وثابتة، وإن كان الطرف الثاني يقول: إنها مع دورانها راسية وثابتة، يعني مثل ما تقول في بعض السيارات وهي تسير تمشي عليها مائة وخمسين مائة وستين تكون راسية وهي ليست ثابتة تمشي، على كل حال مثل هذه الأمور الخلاف فيها ليست له ثمرة ولا جدوى، ولسنا بمسئولين عنه إذا قبرنا.