اعتمدنا في تفسير المفصل على أن يكون بأيدي الإخوان تفسير الجلالين، وذكرنا أن هذا أفضل من التفسير المرسل، الذي لا يتقيد بكتاب؛ لأن التفسير المرسل لا ينتهي، لا ينتهي، ويكون الكلام في بعض الآيات على حساب الكلام في البعض الآخر، كالمنهج بيد طالب العلم أن يعتني بتفسير مختصر، يكرر النظر فيه ويراجعه، يكون بيده سفراً وحضراً، ومن أنسب التفاسير المختصرة لعموم طلاب العلم، بل لعامة المثقفين تفسير الشيخ ابن سعدي، وتفسير الشيخ فيصل بن مبارك (توفيق الرحمن لدروس القرآن) تفسير الجلالين هذا تفسير متين لا يصلح إلا لطالب علم ينوي تأصيل نفسه في هذا الفن، وأشبه ما يكون بالمتون، ولذلك وضعت عليه الحواشي الكثيرة لأهميته لطالب العلم، ولمتانة أسلوبه وقوته، فيه بعض المخالفات العقدية التي يمر التنبيه عليها -إن شاء الله تعالى- في مواطنها، إضافة إلى ما مر سابقاً، تفسير النصف الثاني من الكهف إلى آخره لجلال الدين المحلي الشافعي، بدأ من الكهف إلى أن انتهى ثم عاد ففسر الفاتحة ثم وافته المنية قبل إكماله فأكمله جلال الدين السيوطي على نفس الطريقة والمنهج، ولذا قيل له: تفسر الجلالين، جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي.
يقول -رحمه الله تعالى-: "سورة الرحمن مكية" والسورة مكية وعرفنا الفائدة من بيان المكي من المدني، قلنا: في مناسبات ما قاله أهل العلم في الحد الفاصل بين المكي والمدني: أن المكي ما نزل قبل الهجرة والمدني ما نزل بعدها، يستفاد من ذلك معرفة المتقدم من المتأخر، وبذلك نستطيع أن نعرف الناسخ من المنسوخ.


الصفحة التالية
Icon