يقول: "وهي ست أو ثمان وسبعون آية" وهي ست أو ثمان وسبعون آية، يعني الفرق بين القولين آيتين، قد يقول قائل: أين ذهبت الآيتين على القول بأنها ست وسبعون؟ ومن أين جيء بالآيتين على القول بأنها ثمان وسبعون آية؟ الخلاف في العد لا في الزيادة والنقصان، القرآن مصون عن الزيادة والنقصان، تولى الله -جل وعلا- حفظه، وتكفل بذلك، ولم يكله إلى غيره، الكتب المنزلة كلها استحفظوا عليها فلم يحفظوها ووقع فيها التحريف والتبديل، وأما هذا القرآن فقد تولى الله -جل وعلا- حفظه ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [(٩) سورة الحجر] فهو مصون من الزيادة والنقصان، من زعم أن هناك حرف زائد أو ناقص هذا يكفر عند علماء الإسلام؛ لأن ما بين الدفتين اتفق عليه الصحابة، فما كان خارج عن مصحف عثمان، الذي أرسله إلى الأمصار، واتفق فيه مع الصحابة ليس بقرآن، قد يروى قراءات لكنها إلى التفسير أقرب، أو من الحروف المنسوخة؛ لأن القرآن أنزل على سبعة أحرف مراعاةً لحال من أنزل إليهم؛ لأن فيهم الكبير الذي لا يطاوعه لسانه لقراءة بعض الكلمات فوسع على الناس، وسع على الناس أن يقرؤوا القرآن على سبعة أحرف، وهذا شيء مشاهد، لو يأتي عامي عمره سبعون أو ثمانون سنة وهو لم يقرأ تريد أن تقرئه سورة تعبت معه تعباً شديداً، تعبت معه تعباً شديداً، وسمعت من يلقن عامياً في فجر يوم الجمعة سورة الكهف، سورة الكهف نصف جزء تحتاج إلى عشر دقائق بالترتيل، بالقراءة المأمور بها، إلى عشر دقائق أو اثنا عشر دقيقة وبالهذ يكفيها خمس ست دقائق، يلقنه هذه السورة في ساعة ونصف حرفاً حرفاً، فكبار السن لا تطاوعهم ألسنتهم، ونزل القرآن على جمع من هذا النوع، فاحتيج إلى أن يوسع في الأمر مراعاةً لهم فيقرؤونه على سبعة أحرف، وإلى وقت قريب والقراءة في الكتاتيب تجمع الصغير والكبير، وأعرف شخصاً ترك القرآن من أجل كلمة عجز أن ينطقها، فلم يتجاوزها القارئ المكتِب المعلم ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى﴾ [(٦) سورة العلق] وهو يقرأها ليطقى، ثم يضربه المعلم، ثم يعود إليها فيكررها، أخيراً ترك قراءة القرآن، لو وفق المعلم وتجاوز هذه الكلمة كونه يترك كلمة ثم يعود