...... يقطع الليل تسبيحاً وقرآناً
يعني قراءة للقرآن، ومن فروع هذه المسألة الخلاف في اللفظ بالقرآن هل المراد به المقروء الملفوظ به أو يراد به اللفظ الذي هو المصدر القراءة؟ وهذه مسألة معروفة عند أهل العلم ومبحوثة وشددوا فيها، شدد فيها سلف هذه الأمة؛ لئلا يتطرق القول أو إلى عقيدة المسلم القول بخلق القرآن، ومعروف الخلاف في مسألة اللفظ بين الإمام البخاري والذهلي، وكلهم من أئمة الإسلام، لكن سلف هذه الأمة وأئمتها يحسمون هذه المادة، ولا يقبلون التفصيل في هذا.
﴿عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ﴾ [(٢ - ٣) سورة الرحمن] خلقه أوجده من العدم، والمراد بالإنسان "الجنس" جنس الإنسان، من آدم -عليه السلام- إلى آخر مخلوق من هذا الجنس، الله -جل وعلا- هو خالقه، وأما ما يزعمه البشر من أنهم يخلقون نعم يفعلون ويصنعون، والله -جل وعلا- هو خالقهم، وخالق ما يعملون، خالق أفعالهم، ويزعمون أنهم يخلقون إنسان يسمونه آلي، لكنه في الحقيقة ليس بإنسان، فالخالق للإنسان هو الله -جل وعلا-، والإنسان هو الذي يأنس ويؤنس به، فهذه الآلة التي يخلقونها ويزعمون أنها إنسان آلي لا تأنس ولا يؤنس بها جماد، ولن يستطيعوا أن يخلقوا ما فيه روح، ولو اجتمعوا على ذلك، وتضافروا عليه، ولن يستطيعوا أن يخلقوا أقل المخلوقات شأناً وهو الذباب، ولو اجتمعوا له، يعني لو اجتمعت قوى الشرق والغرب ما استطاعوا أن يخلقوا ذباباًَ، كما قال الله -جل وعلا- في آخر سورة الحج.


الصفحة التالية
Icon