يقول: ﴿يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [(٢٩) سورة الرحمن] أي: "بنطق أو حال" أي بنطق أو حال، أحياناً يكون السؤال بلسان المقال بالنطق، وأحياناً يكون السؤال بلسان الحال، الفرق بينهما؟ يعني مثال ظاهر يعني لو جاء شخص فقير وتقدم وقام أمام الناس وسألهم، وذكر حاجته هذا بلسان المقال، تكلم وأعطاه الناس تحقيقاً لطلبه، هذا بالنطق، أما بلسان الحال لو جلس مبيناً حاجته من غير كلام، جلس في مكان عادة يجلس فيه من يتصدق عليه، قام من الصف بعد السلام وجلس عند الباب، وما تكلم بكلمة هذا يسأل لكنه بلسان الحال لا بلسان المقال، وهنا يقول: ﴿يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [(٢٩) سورة الرحمن] أي: "بنطق أو حال" وكثيراً ما تكون الحال أبلغ من المقال، وفي بعض الآثار: "علمك بحالي يغني عن مقالي" هذا بالنسبة لله -جل وعلا- لا تخفى عليه خافية، لكن بالنسبة للبشر لو أن شخصاً محتاجاً وجاء في هيئة حسنة وجلس عند رجل ثري، هذا الثري ما يفهم منه أنه جاء يطلب الزكاة، أو يطلب الصدقة، لكن لو جاء في هيئة رثة وجلس مجلساً على صفة معينة، وعلى هيئة معينة فإنه يسأل، لكنه بلسان الحال لا بلسان المقال، ونظير ذلك طلب الرقية، الاسترقاء الذي جاء في حديث السبعين الألف طلب بأن يذهب إلى فلان ويقول: ارقني يا فلان هذا بلسان المقال، لكن لو أنه ذهب إليه أو زاره هذا الشخص الذي ترجى إجابة دعوته ولم يقل له: أرقني، وإنما فتح الأزارير أزارير الثوب وتهيأ للرقية، هذا استقرى لكنه بلسان الحال لا بلسان المقال، وهل يؤثر مثل هذا في عدم الدخول في سبعين الألف أو لا يؤثر؟ هذا محل نظر، هذا محل نظر.


الصفحة التالية
Icon