أي: "بنطق أو حال ما يحتاجون إليه" نعم من الذي يستغني عن الله -جل وعلا-؟ كل الخلائق بحاجته، فهم يسألونه سواءً كانوا من أهل السماوات من الملائكة وغيرهم، أو من أهل الأرض كل يسأل، ما يحتاجون إليه "من القوة على العبادة" هذا بالنسبة لأهل السماوات والأرض أيضاً "والرزق والمغفرة" هذا بالنسبة لأهل الأرض؛ لأن أهل السماوات لا يسألون الرزق ولا يسألون المغفرة، وإنما يسألون القوة على العبادة، وقد يسألون الرزق لأهل الأرض والمغفرة لهم ﴿وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ﴾ [(٥) سورة الشورى] "وغير ذلك" فالمسألة لا شك أن كل إنسان بحاجة إلى خالقه ورازقه، بحاجة إلى ما يعنيه على أمر دينه ودنياه، ولا يمكن أن يستغني الإنسان عن ربه طرفة عين، سواءً كان من أهل السماوات أو من أهل الأرض، سواءً كان من الإنس أو الجن أو الدواب أو غيرهم.
﴿كُلَّ يَوْمٍ﴾ [(٢٩) سورة الرحمن] يعني كل وقت ﴿هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ المراد باليوم، ليس المراد به الزمن المحدد بأربع وعشرين ساعة، وإنما المراد به الوقت، كل الوقت مشغول في شأن من شئونه -جل وعلا-.


الصفحة التالية
Icon