﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ﴾ [(٣٥) سورة الرحمن] شواظ من النار يعني: "لهب النار الخالص من الدخان أو معه" يعني على الخلاف في الشواظ هل هو اللهب الخالص من الدخان أو مع الدخان؟ ﴿وَنُحَاسٌ﴾ [(٣٥) سورة الرحمن] أي دخان لا لهب فيه ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ﴾ [(٣٥) سورة الرحمن] يعني هذا يكون بعد دخول النار، ومنهم من يقول: إن هذا الشواظ الذي يرسل على الإنس والجن من أجل الحشر، يكون وراءهم من أجل ألا تسول لأحد منهم أنه يستطيع أن يفر من هذا المحشر، فتحشرهم النار، وجاء في آخر الزمان أن النار تحشرهم إلى أرض المحشر، ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ﴾ [(٣٥) سورة الرحمن] هو "لهبها الخالص من الدخان أو معه" ﴿وَنُحَاسٌ﴾ [(٣٥) سورة الرحمن] "أي دخان لا لهب فيه" وجاء النحاس بمعنى الدخان، والظاهر من النحاس أنه المادة التي هي الصفر المذاب النحاس معروف، النحاس معروف نوع من أنواع المواد الصلبة كالحديد والصفر والفضة والذهب وغيره، لكنه هو نحاس، وخص النحاس لأنه هو الذي يقبل الحرارة بسرعة، ولا يفقدها بسرعة، والأمر الثاني: أنه هو أشد المواد حرارةً إذا أحمي، فإذا أذيب وصب عليهم -نسأل الله السلامة والعافية- على أن المراد به النحاس المعدن المعروف، وأما على ما اختاره المفسر من أنه دخان لا لهب فيه فهذا من جنس الذي قبله.


الصفحة التالية
Icon