نقول: عرفك يا أخي أن الرمان من الفاكهة، فأنت قاصد سواءً شئت أم أبيت، فمثل هذه الأمور تختلف من بيئة إلى بيئة ومن جيل إلى جيل فمردها إلى الأعراف، ولذلك قال: هما منها يعني من الفاكهة وقيل: من غيرها، وفائدة هذا الخلاف مثل ما ذكرنا في الأيمان والنذور، وفي العتق والطلاق، ﴿فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [(٦٩) سورة الرحمن] على ما تقدم.
﴿فِيهِنَّ﴾ [(٧٠) سورة الرحمن] أي في الجنتين وما فيهما يعني على ما تقدم من العلالي والقصور؛ لئلا يقال: هما اثنتان، وفيهن: ضمير جميع، يعني في الجنتين وما فيهما ﴿خَيْرَاتٌ حِسَانٌ﴾ حور، خيرات جمع خيرة، وأصلها خيِّرة، خيرات: يعني في أخلاقهن، حسان: في وجوههن وأجسادهن ﴿خَيْرَاتٌ حِسَانٌ﴾ وهناك ﴿فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ﴾ [(٥٦) سورة الرحمن] وهنا ﴿حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ﴾ [(٧٢) سورة الرحمن] هذا أيضاً من وجوه الترجيح بين الجنتين الأوليين والأخريين، حور مقصورات، حور يقول: "شديدات سواد العيون وبياضها" هذا الحَوَر في العين معروف، والحور جاءت نصوص كثيرة في وصفهن، وابن القيم -رحمه الله- أفاض في وصفها -وصف الحور- في (حادي الأرواح) وفي آخر نونيته، فمن أراد التفصيل في وصفها يرجع إلى هذين الكتابين.
﴿حُورٌ﴾ [(٧٢) سورة الرحمن] يقول: "شديدات سواد العيون وبياضها" ﴿مَّقْصُورَاتٌ﴾ مستورات ﴿فِي الْخِيَامِ﴾ "من در مجوف مضافة إلى القصور شبيه بالخدور" هناك قاصرات الطرف وهنا مقصورات أيهما أفضل أن تكون قاصرة وإلا مقصورة؟ أيهما أفضل قاصرة قصرت طرفها على زوجها أو قصرت طرف زوجها عليها من كمال حسنها؟ أو مقصورة مستورة في الخيام؟ نعم؟
طالب:.........


الصفحة التالية
Icon