فمن يدخل الناس ولو كان من أشراف الناس، وعلية القوم فإنه مخفوض في هذا اليوم، ومن يدخل الجنة ولو كان من أحط الناس قدراً، وأقلهم شأناً في الدنيا فإنه مرتفع، ﴿خافِضةٌ رّافِعةٌ﴾ [(٣) سورة الواقعة]؛ مع أن هذا الخفض والرفع بالنسبة للدنيا، وإن كان في الظاهر، إلا أنه في الباطن لا حقيقة له، في الباطن لا حقيقة له، فهل الذي خفض إذا وقعت الواقعة بدخوله النار، وهو مرتفع عند الناس في دنياهم وعند نفسه، تجد هذا في الظاهر لا في الباطن، فقد يكون من أشقى الناس، وإن كان ممن رآه الناس خافوا ووجلوا ورعبوا، وقبلت أطرافه تجده في نفسه يتمنى أن لو كان مثل فلان، الذي يحقره الناس وهو في سعادة ونعيم، شخص من أصحاب الأموال الطائلة، من أصحاب المليارات، رأى شخص نائم على كرتون ثلاجة في الشارع، نائم يغط وتمنى أن يكون في مقامه ومكانه، يقول: أنا لا أستطيع أن أنام رغم ما عندي من الأموال الطائلة ما ينام إلا بالمهدئات، لن تنفعه دنياه، تنفعه شيء؟ ما تنفعه شيء فيجد مجموعة من التجار من رآهم خاف ووجل من عموم الناس من السذج وهم يسهرون الليل إلى الصبح، ينظرون ويطالعون الشاشات في البنوك، في أماكن خاصة يعني لا تتاح لكثير من الناس، في أماكن خاصة وينظرون إلى الشاشات إذا ارتفع شيء تناول حبة، ارتفع عنده الضغط، إذا انخفض شيء تناول حبة، نزل السكر إذا كذا هكذا يعيش، هذه حاله، هم من علية القوم في الدنيا ممن يطلب الناس ودهم، لكن هل هذه حياة؟، وتجد أفقر الناس يعيش، لو نظرنا في الحكمة الإلهية وجدنا أن أفقر الناس أكثر الناس ضحكاً، وأغنى الناس أكثرهم عبوس، حكمة إلهية؛ لأن هذا اللي يضحك ما في قلبه شيء من أمور الدنيا يخشى عليه ويش يفيد، وهذا أيضاً في أمور الدنيا، إذا دعي هذا بادر إلى الصلاة؛ لأنه ما في شيء ينشغل به، وإذا أقيمت الصلاة أقبل على الله -عز وجل-؛ لأن ما في قلبه شيء يشغله بخلاف الثاني، يعني والله المستعان، مو قصد هذا الدعوة إلى بطالة وترك عمل ولا تنس نصيبك من الدنيا، لكن المسألة الخشية من أن يقال للمسلم لا تنس نصيبك من الآخرة، لانشغاله بكليته في الدنيا، كما هو واقع كثير من الناس، يعني سُمع من يجهر بصلاة الظهر والجماعة