﴿إِذا وقعتِ الْواقِعةُ﴾ [(١) سورة الواقعة]، "قامت القيامة"، وقعت الواقعة، قامت القيامة، قامت تفسير لوقعت، والقيامة تفسير للواقعة، والفعل والفاعل من مادة واحدة، والتفسير من مادتين، قامت القيامة، وقعت الواقعة، إذا وقعت الواقعة، "إذا" هذه منهم من يقول إنها ظرفية، ومنهم من يقول إنها شرط، وجوابها سيأتي، "وقعت" يعني قامت، وقعت يعني قامت، والواقعة: هي القيامة؛ فالواقعة من أسماء يوم القيامة، ولها أسماء كثيرة، وأسماؤها قوية ومؤثرة تهز القلوب؛ فالقيامة، والواقعة، والطامة، والصاخة، والقارعة، والحاقة؛ كلها أسماء لهذا اليوم العظيم، كلها تهز القلب الحي، أما القلب الميت ما فيه حيلة، ﴿إِذا وقعتِ الْواقِعةُ﴾ منه من يقول: "إذا" هذه زائدة، ويتأدب بعضهم ويقول: صلة، إيش معنى زائدة؟ ما هي من حيث المحل الإعرابي لا محل لها، ويصح الاستغناء عنها من حيث المعنى، فإذا قلت: ﴿وقعتِ الْواقِعةُ﴾ كما في قوله: ﴿أتى أمْرُ اللهِ﴾ ﴿أتى أمْرُ اللهِ فلا تسْتعْجِلُوهُ﴾ [(١) سورة النحل] فهنا إذا قلنا: إذا شرطية فهي للمستقبل، إذا وقعت مستقبلاً، وهذا مطابق للواقع، لكن: ﴿أتى أمْرُ اللهِ فلا تسْتعْجِلُوهُ﴾ "أتى": عبر عنه بالماضي لتحقق وقوعه، لتحقق وقوعه، وهنا إذا وقعت الواقعة، "إذا": ظرف لما يستقبل من الزمان وهو مطابق للواقع؛ لأنها لم تقع بعد، وإنما تقع مستقبلاً، ومن يقول: إن "إذا" زائدة فنقول: إذن الكلام ليس بصحيح؛ لأن ثبوتها وكونها للاستقبال هذا هو الواقع للاستقبال هذا هو الواقع، وكونها مما يتحقق وقوعه كما في قوله: ﴿أتى أمْرُ اللهِ فلا تسْتعْجِلُوهُ﴾ هذا يحتاج إليه إذا حذفت "إذا" على خلاف الأصل، فنحتاج إلى أن نقول: عبر بالماضي لتحقق الوقوع فنزيد عنه، أما ما عندنا فهو المطابق للواقع فلا يحتاج إلى أن يجاب عنه.
قامت القيامة ﴿ليْس لِوقْعتِها كاذِبةٌ﴾ [(٢) سورة الواقعة] نفس تكذب: بأن تنفيها كما نفتها في الدنيا.